ذكرت صحيفة "كلكلست" الاقتصادية الإسرائيلية، أن حزب الله اللبناني هو المستفيد الأول من أزمة الكهرباء في لبنان، لأن فشل الدولة اللبنانية في توفير التيار الكهربائي خلق بدائل من مولدات خاصة، يدفع مشتركوها نحو 2.5 مليار دولار سنوياً، يذهب معظمها إلى حزب الله.

 

وأضافت "كلكلست" أن إعلان شركة الكهرباء اللبنانية عن انقطاع التيار الكهربائي عن كامل البلاد بسبب نقص الوقود، هو استمرار للأزمة المزمنة التي تعاني منها البلاد في المجال الاقتصادي بشكل عام، والطاقة بشكل خاص.
ووفقاً للصحيفة، سبق أن حدثت انقطاعات مماثلة للتيار الكهربائي في الماضي، أشهرها عام 2021، ومن المرجح أن تعود الكهرباء خلال الأيام المقبلة كما في الماضي، حيث أعلن وزير الطاقة، وليد فباض، أن شحنة وقود ستصل إلى لبنان في 24 أغسطس (آب) المقبل، الأمر الذي سيساعد على استئناف النشاط في محطات توليد الكهرباء التابعة لشركة الكهرباء اللبنانية.

 

 


تعميق الأزمة

وأضافت الصحيفة، أنه بشكل عام، يمكن القول إن قصة شركة الكهرباء اللبنانية هي قصة الاقتصاد اللبناني برمته، وغياب الإدارة، والطائفية والفساد ممزوجان معاً، مما تسبب في الفشل الكامل وتعميق الأزمة.


ديون على شركة الكهرباء

وفقاً للتقديرات في لبنان، على الرغم من أن الحكومة اللبنانية ضخت مليارات الدولارات في الشركة خلال الـ30 عاماً الماضية، فقد تراكمت على شركة الكهرباء ما متوسطه 1.5 مليار دولار من الديون سنوياً خلال العقود الثلاثة الماضية، مستطردة: "جزء من المشكلة ينبع من الوضع الطائفي في البلاد، على سبيل المثال، تواجه الشركة صعوبة في التحصيل لأنه في معقل حزب الله بجنوب لبنان، لا يسمح لمفتشي الشركة بالتحصيل، ونتيجة لذلك، فإن شركة كهرباء لبنان مسؤولة حاليا عن حوالي 40% من الدين العام في لبنان".

 

 


بدائل لتوفير الكهرباء

وأوضحت كلكلست، أنه بسبب فشل الدولة اللبنانية في توفير الكهرباء، أنشأ السوق بدائل في شكل مولدات يستخدمها رجال الأعمال في القطاع الخاص،  وفي السنوات الأخيرة بدأت زيادة استخدام الألواح الشمسية.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن من يجني أرباح تجارة المولدات هم في الأساس أشخاص مرتبطون بحزب الله، أما في القرى الجنوبية فمعظمهم من الطائفة الشيعية، المقربين من حركة "أمل".


طريقتان لاستخدام المولدات

وقالت الصحيفة، إن استخدام المولدات في لبنان يتم بطريقتين، الأولى من خلال المجلس المحلي الذي يتولى مسؤولية توفير الكهرباء للمنازل عبر المولدات والاتصال بالموردين، وبعد التوصيل يقوم المجلس بتحصيل الدفعات من المستهلكين، وتحويلها إلى موردي الكهرباء.
أما الطريقة الثانية، فهي التعاقد الخاص، ويكون مع أسرة أو مصنع، للحصول على الكهرباء من خلال المولدات، وأوضحت كلكلست أن استخدام المولدات أصبح شائعاً لدرجة أن الحكومة نفسها تنشر بين الحين والآخر تحديثاً للأسعار "الموصى بها" لجمع الكهرباء المنتجة من المولدات.

 

 


مخاطر المولدات

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، أن معظم اللبنانيين يدركون جيداً مخاطر المولدات، سواء من الناحية الأمنية، حيث يتم تركيب خطوط الكهرباء بطريقة "قرصنة" دون إشراف موردي المولدات، أو من الناحية الصحية، حيث هناك مخاطر من شأنها أن تؤدي إلى الموت.

واستطردت الصحيفة: "بحسب التقديرات في لبنان، فإن مستهلكي الكهرباء من المولدات يدفعون للموردين نحو 2.5 مليار دولار سنوياً، وهو مبلغ ينتهي معظمه في خزائن حزب الله".