تتقدم القوات الأوكرانية أكثر فأكثر في كورسك الروسية، محققة انتصارات جديدة، بينما يحشد الجيش الروسي مزيداً من المجموعات العسكرية لتحصين المدينة، وما يجاورها من مناطق حدودية، إضافة لتكثيف عملياته في شرقي أوكرانيا، الخاصرة الرخوة في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، معلناً عن انتصارات جديدة، لم تؤكدها كييف، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أقر في تعقيب على سقوط منطقة "نيويورك" في أيدي الروس، بأن الوضع صعب للغاية في الجبهة الشرقية.

وقال قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي الثلاثاء، إن القوات الأوكرانية تقدمت لمسافة تتراوح من 28 إلى 35 كيلومتراً في منطقة كورسك الروسية، بينما تحرك موسكو بعض قواتها من اتجاهات أخرى لتعزيز مواقعها هناك.
وأكد أوليكساندر سيرسكي في إفادة صحفية بثها التلفزيون الرسمي، إن روسيا ترسل أيضاً قوات إضافية إلى منطقة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، والتي شهدت أعنف المعارك في الآونة الأخيرة خلال الحرب المستمرة منذ عامين ونصف العام. 

ومنذ بدء التوغل في 6 أغسطس (آب) استطاعت أوكرانيا السيطرة على أكثر من 1250 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الروسية، منها 92 تجمعاً سكنياً. 

تحشيد عسكري

ومع مرور أكثر من أسبوعين على التوغل الأكبر في الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، وموسكو منهمكة في صياغة خطط لإخراج المقاتلين الأوكرانيين ودحرهم خارج حدود روسيا.

واليوم، أكد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف أن روسيا شكلت ثلاث مجموعات عسكرية جديدة لتعزيز الأمن في المناطق المتاخمة لأوكرانيا.
وسميت المجموعات على اسم مناطق كورسك، وبيلغورود، وبريانسك. 

وتتوعد روسيا بإنهاء هذا التوغل لكن لم تظهر أي إشارة حتى الآن إلى اقترابه من نهايته.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "تستمر عمليات الاستطلاع والبحث لتحديد الجماعات التخريبية المعادية.. التي كانت تحاول التوغل في عمق الأراضي الروسية والقضاء عليها".

وأضافت، أن طائرات حربية روسية قصفت أيضاً تجمعات لقوات أوكرانية وعتاداً على الجانب الأوكراني من الحدود.
وذكرت الوزارة أنها أحبطت هجمات أوكرانية داخل كورسك وقعت بالقرب من مناطق بوركي وكورينيفو، وكريميانو، وروسكايا كانابيلكا السكنية. 
ولا تقتصر خطط روسيا على التحشيد العسكري، بل بدأت بحث السكان في ثلاث مناطق حدودية بالقرب من أوكرانيا على إلغاء تنشيط تطبيقات المواعدة، وكاميرات المراقبة عبر الإنترنت.
وقالت الوزارة إن "العدو يتعرف على عناوين بروتوكول الإنترنت على أراضينا على نطاق واسع ويتصل عن بعد بالكاميرات غير الآمنة التي تراقب كل شيء من الساحات الخاصة إلى الطرق المهمة استراتيجيا والطرق السريعة".

ونصحت الوزارة المواطنين بعدم استخدام خدمات المواعدة والتي يمكن أن تستخدم أيضاً لجمع المعلومات.
كما نصحت وزارة الداخلية الجنود الروس بعدم فتح الرسائل النصية من مصادر إرسال غير معروفة، وكذلك بحذف المحادثات مع الجنود الأخرين إذا كانوا قد تعرضوا للأسر.
كما دعت سكان المناطق الحدودية إلى عدم مشاركة تسجيلات فيديو لمواكب عسكرية على شبكات التواصل الاجتماعي.

هزيمة معنوية

وتسبب غزو كورسك في رفع معنويات القوات الأوكرانية، وتعتقد كييف أن السيطرة على الأراضي الروسية واحتجاز سجناء روس يعززان موقفها في أي مفاوضات محتملة.
لكن محللين عسكريين مستقلين يقولون، إن كييف تغامر بسحب بعض وحداتها القتالية بعيداً عن الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، حيث تواصل روسيا تقدمها.

صعوبات

وبينما تحقق أوكرانيا نتائج كبيرة في كورسك الروسية، استطاعت روسيا مضاعفة مكاسبها في شرقي أوكرانيا، مستغلة هشاشة الدفاعات الأوكرانية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء، إن الوضع "صعب" على الجبهة الأوكرانية الشرقية بالقرب من مركز لوجستي استراتيجي في بوكروفسك، وبالقرب أيضاً من توريتسك.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عبر فيس بوك، إنه تم الإبلاغ عن 14 اشتباكاً قتالياً في منطقة توريتسك و34 في قطاع بوكروفسك منذ بداية اليوم.

وبعد الاشتباكات العنيفة أعلنت روسيا سيطرتها مركز مدينة نيو-يورك. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قوات روسية شنت هجمات قرب مركز نيو-يورك، لكنها أشارت إلى إن القوات الأوكرانية قدمت "رداً مستحقاً"، دون تأكيد سقوط المنطقة.