العلم الأمريكي والعلم الصيني (أرشيف)
العلم الأمريكي والعلم الصيني (أرشيف)
الجمعة 31 مايو 2019 / 23:51

الحرب التجارية بين الصين وأمريكا تلقي بظلال قاتمة على الاقتصاد العالمي

24 - بلال أبو كباش

دخلت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية مرحلة جديدة مع تصعيد بكين لهجتها ضد إجراءات الولايات المتحدة، ودخول قرارها زيادة الرسوم المقررة على سلع أمريكية بقيمة 60 مليار دولار حيز التطبيق اليوم الجمعة. إضافة إلى تهديد وزارة التجارة الصينية بإصدار قائمة سوداء بشخصيات وشركات أجنبية محظور حصول الشركات الصينية على أي منتجات أو خدمات منها.

الحرب التجارية أنتجت أضراراً دائمة للاقتصاد العالمي، يصعب التعافي منها بسرعة، حتى لو تم التوصل لصفقة تجارية بين واشنطن وبكين

وتأتي تحركات الصين هذه بعد أن رفعت واشنطن في وقت سابق من مايو (أيار) الرسوم الجمركية من 10 إلى 25% على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار. ويهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضاً برفع الرسوم الجمركية على سلع صينية أخرى تبلغ قيمتها 352 مليار دولار، ما يعني أن جميع الواردات الصينية تقريباً إلى الولايات المتحدة قد تكون عرضة لرسوم إضافية.

أزمة مالية عالمية
فصول الحرب المستمرة بين الولايات المتحدة والصين منذ نحو عام لا ينحصر تأثيرها على البلدين فقط، بل تضر بالاقتصاد العالمي ككل، ويؤكد رئيس البنك المركزي الصيني السابق داي شيانغ لونغ، أن المزيد من التصعيد في التوترات التجارية بين واشنطن وبكين يمكن أن يضر بشدة بالاقتصاد العالمي.

ويؤكد لونغ في مؤتمر عقد في المركز الصيني لدراسات الاقتصاد الدولي اليوم الجمعة، أن الحرب التجارية مستمرة بالنمو، وقد تتسبب في تدهور الاقتصاد العالمي ما قد يؤدي إلى أزمة مالية عالمية.

وقالت شبكة "سي أن بي سي" الأمريكية اليوم الجمعة، إن تحول المفاوضات بين الطرفين إلى الأسوأ، أثر بشكل سلبي على المؤشرات العالمية للنمو، ونتيجة ذلك انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنسبة 5% لأول مرة منذ ديسمبر (كانون الأول)، فيما انخفض مؤشر بورصة شنغهاي إلى 2888 نقطة بعد ظهر اليوم الجمعة.

وعزا رئيس البنك المركزي الصيني السابق، التراجع في قيمة اليوان إلى رد فعل السوق السلبي المتأثر بالتوترات التجارية بين العملاقين الاقتصاديين، مشيراً إلى أن بكين لن تخفض قيمة اليوان استجابة لضغوطات السوق، كون النمو الاقتصادي واحتياطات النقد الأجنبي يدعمان استقرار العملة الصينية.

حرب قد تمتد لـ30 عاماً
وأكد المتحدثون الصينيون في المؤتمر اليوم الجمعة، أن التوترات التجارية بين البلدين يمكن أن تمتد إلى 30 عاماً، واصفين الإجراءات الأمريكية بأنها تنمر، لكن الصين ستقاتل حتى النهاية إذا لزم الأمر.

ويشير تقرير نشرته وكالة "فوربس" في مارس (آذار) الماضي، إلى أن الحرب التجارية أنتجت أضراراً دائمة للاقتصاد العالمي، يصعب التعافي منها بسرعة، حتى لو تم التوصل لصفقة تجارية بين واشنطن وبكين.

تباطؤ مزمن
وأكد تقرير "فوربس"، أن نمو التجارة الذي يعد الشريان الرئيسي للاقتصاد العالمي، تباطأ بشكل ملحوظ إلى حوالي 4% في عام 2018، وذلك نتيجة القيود التجارية المفروضة من قبل البلدين، والتي تؤثر بشكل سلبي على خطط الاستثمار في جميع أنحاء العالم.

ويؤكد البنك الدولي في تقرير نشره يوم الخميس الماضي، أن الحرب التجارية بين الصين وأمريكا تشكل مخاطر كبيرة على انتعاش الاقتصاد العالمي المتوقع في النصف الثاني من 2019.

وفي مطلع أبريل (نيسان)، خفض صندوق النقد توقعاته للنمو العالمي في 2019 إلى 3.3%، مشيراً إلى تباطؤ متزامن يؤثر على ما نسبته 70% من الاقتصاد العالمي.

تقويض ثقة الأسواق
وكتبت كبيرة الاقتصاديين في الصندوق جيتا غوبيناث في مدونة مشتركة مع مساعدها أوجينيو سيروتي، والاقتصادي عادل محمد "رغم أن التأثير على النمو العالمي ضئيل نسبياً في الوقت الحالي، إلا أن التصعيد الجديد في الحرب التجارية يمكن أن يقوض بشكل خطير مناخ الأعمال وثقة الأسواق المالية، ويعطل سلاسل الإنتاج ويهدد الانتعاش المتوقع في الاقتصاد العالمي في 2019".

تقول وكالة "بلومبرغ" في تقرير لها نشر اليوم الجمعة، إنه عند تطبيق رسوم تعرفة بنسبة 25% على جميع أنواع التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، فإن حجم إنتاجهما جنباً إلى جنب مع الإنتاج العالمي سيتراجع إلى 0.8% و0.5% في منتصف عام 2021.

وتؤكد خبيرة الاقتصاد في "بلومبرغ" مايفا كوزين، أن أسوأ الضربات الاقتصادية الناجمة عن تأثير الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، ستقع في تايوان وكوريا الجنوبية وماليزيا، وتشير الخبيرة، إلى أن 1.6% من إنتاج تايوان مرتبط بصادرات الصين إلى الولايات المتحدة، كما ستتراجع منتجات كوريا الجنوبية وماليزيا الإلكترونية بنسبة 0.8% و0.7% متأثرة بانخفاض صادرات الصين إلى الولايات المتحدة.