رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الأحد 30 يونيو 2024 / 16:15

علاقات حكومة نتانياهو مع اليمين المتطرف الأوروبي "مقلقة"

رأى الكاتب الإسرائيلي نداف تامير أن علاقات الحكومة الإسرائيلية مع اليمين المتطرف الأوروبي مثيرة للقلق، مشيراً إلى أن الأحزاب اليمينية المتطرفة بالقارة العجوز، والتي ولدت من رحم الفاشية الأوروبية، تحولت إلى شركاء طبيعيين للحكومة الإسرائيلية.

وقال الكاتب في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إنه في يناير (كانون الثاني) 2000، عندما كان حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا بقيادة يورغ هايدر، على وشك الانضمام إلى ائتلاف من الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة في فيينا، كان رأي إسرائيل في ذلك واضحاً .
وأوضح الكاتب أن شيمون بيريز، وزير التنمية الإقليمية آنذاك، قال إن "حكومة بمشاركة هايدر ستتعرض لمقاطعة دبلوماسية من أسرة الدولة المتحضرة"، كما تزعم عضو الكنيست الشاب، داني نافيه، من عضو الليكود، عريضة وقع عليها 14 من زعماء الحزب تطالب باستدعاء سفير إسرائيل بحال انضمام حزب الحرية إلى الائتلاف.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي في هذا الوقت هو  ديفيد ليفي، الذي قال: "في هذا الشأن تقف إسرائيل كلها متحدة، وإذا انضم هذا الحزب إلى التحالف النمساوي، فلن يكون هناك مكان لسفير إسرائيلي في النمسا، وهذا موقف الحكومة، وليس خدعة أو تهديداً أو لعباً بالكلمات".
وبالفعل، بعد انضمام حزب الحرية إلى الائتلاف في فيينا، استدعت إسرائيل سفيرها من العاصمة النمساوية.

 

شراكة اليمين وحكومة نتانياهو

وأشار الكاتب إلى أن هذه كانت المعايير قبل 24 عاماً، ولكن اليوم تحولت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، والتي ولدت من رحم الفاشية الأوروبية، إلى شركاء طبيعيين أوروبيين للحكومة الإسرائيلية.


عميحاوي شيكلي

وكشف الكاتب أن الشخص الذي يقود عملية تحسين العلاقات مع اليمين المتطرف في أوروبا هو وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي،، وتناول المحتوى الذي ينشره على حسابه بموقع التغريدات القصيرة "إكس"، والذي شمل صور خاصة مع مجموعة من زعماء اليمين المتطرف الأوروبي، ومعظمهم ترجع جذورهم السياسية إلى الفاشية الأوروبية والنازية.


أصدقاء شيكلي

واستعرض الكاتب أصدقاء الوزير الإسرائيلي شيكل الذين كان  بينهم، زعيم حزب الديمقراطيين السويديين، جيمي أوكيسون، ومارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني في فرنسا، وسانتياغو أباسكال زعيم حزب فوكس الإسباني اليميني المتطرف، وفيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر ، وعلق الكاتب: "جميعهم أصدقاء للوزير تشيكلي، واليوم، يعبرون بفخر عن وجهات نظر عنصرية تجاه المسلمين".


طريق محفوف بالمخاطر

وأضاف أن هؤلاء هم الحلفاء الجدد للوزير شيكلي الذي وصفهم بأصدقاء الحكومة الإسرائيلية الجدد المنفصلين عن العالم الليبرالي، موضحاً أنه بدلاً من العمل على استعادة المكانة الدولية لإسرائيل، اختارت الطريق الأسهل والمحفوف بالمخاطر، عن طريق تكوين صداقة مع العنصريين الأوروبيين الذين يستغلون ممن هم على شاكلة شيكلي.
ويرى الكاتب الإسرائيلي أن الاعتماد على أولئك الذين تنبع قوتهم السياسية من الكراهية والتعصب، سيؤدي في النهاية إلى إبعاد إسرائيل عن أسرة الدول الديمقراطية، مشدداً على ضرورة ألا تكون إسرائيل جزءاً من عهد الكراهية، بل يجب أن تكون جزءاً من عهد التقدم والديمقراطية، وتابع: "لا ينبغي لنا أن نخشى النقد البناء لسلوكنا، بل علينا أن نستمع إليه، ونجادل عند الضرورة، والأهم من ذلك، أن نستعيد مكانة البلاد بين دعاة الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، من اليسار والوسط واليمين، بدلاً من البحث عن الراحة في أحضان أعداء الديمقراطية".
ونصح الكاتب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالتعلم من وزير الخارجية الإسرائيلي الراحل ديفيد ليفي، ومعارضته للعلاقات من اليمين المتطرف.