القيادي الإخواني اليمني عبد الله العليمي في إحدى حملاته التحريضية السابقة (أرشيف)
القيادي الإخواني اليمني عبد الله العليمي في إحدى حملاته التحريضية السابقة (أرشيف)
الخميس 22 أغسطس 2019 / 21:37

من هو حصان طروادة الإخواني الذي اختطف الرئاسة اليمنية

كشفت الأحداث الأخيرة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، تعاظم حجم ودور الإخوان وحزب الإصلاح في صناعة القرار الرسمي داخل الحكومة اليمنية التي وجدت نفسها أسيرة تحالفها مع الإصلاح، على حساب المكونات اليمنية الأخرى، وفي طليعتها القوى السياسية الجنوبية المختلفة.

واتهمت شخصيات وقيادات سياسية وإعلامية يمنية مختلفة الحكومة باعتماد سياسة النعامة، والتغاضي عن تغلغل الإخوان في مفاصل الدولة وأركان الحكومة، خاصةً بعد طرد قطر من التحالف العربي، ومحاولة الدوحة التأثير على الأحداث في اليمن، بفضل ذراعها السياسية والإرهابية ممثلة في الإخوان.

وفي هذا السياق يُعد القيادي الإخواني عبدالله العليمي، بمثابة حصان طروادة، أو عدن الذي اخترق كل الموانع والحواجز، من ميادين الاحتجاج والمظاهرات بمناسبة انتفاضة 2011، ليتسلل اليوم إلى مكتب الرئيس اليمني نفسه، مستشاراً نافذاً ومؤثراً وصاحب قرار ربما يفوق قرار الرئيس نفسه، أو رئيس حكومته الشاب.

ظهر العليمي في 2011، خطيباً إخوانياً من الطراز الأول، ومناهضاً ومعادياً لما كان يُعرف يومها بالحراك الجنوبي في عدن، ما تسبب في مواجهات متفاوتة العنف بين الجنوبيين والإخوان خاصةً بسبب الخطب الحارقة التي كان يُلقيها الرجل، و"فتاوى" قال مناهضون له، إنها كانت تدعو صراحة إلى تكفير الجنوبيين، بما أنها مستوحاة من فتاوى متطرف إخواني آخر أكثر شراسة هو عبدالوهاب الديلمي الذي اتهم الجنوبيين قبل حرب صيف 1994، ضد الجنوب بالكفر والردة.

من منابر الفتوى انتقل العليمي، إلى قصر الرئاسة اليمنية، نائباً لمدير مكتب الرئيس هادي، قبل أن ينجح في إزاحة صاحب المنصب الذي أقصي من القصر محمد مارم، الذي أبعد سفيراً لليمن في القاهرة.

وبخروج مارم سيطر العليمي على كل جهاز العمل الإداري في القصر الرئاسي، وأصبح أحد أكبر النافذين في القصر وفي الحكومة وفي اليمن بشكل عام، فأقصى عشرات المسؤولين المناهضين للإخوان من مناصبهم، حتى كادت التعيينات والمسؤوليات العليا تقتصر على أعضاء أو أنصار حزب الإصلاح والمقربين منه، والموالين لقطر.

وذهبت صفت صحف محلية في عدن إلى تأكيد أن العليمي "رجل الدوحة في قصر هادي"، وذلك بعد أن أزاح كل المعارضين لقطر خاصةً الذين كانت لهم مواقف مؤيدة لعزل الدوحة من التحالف العربي وإعلان السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين في يونيو(حزيران)2017، مقاطعة الدوحة لتورطها في دعم تنظيم الإخوان الإرهابي، وجماعة الحوثي.

واتهمت مصادر يمنية العليمي بلعب دور خطير في الرئاسة اليمنية، وفي تعميق التوتر بين الحكومة والجنوبيين، وحرف بوصلة الحرب من معركة ضد الحوثيين إلى أخرى ضد عدن.

وفي هذا الإطار قالت مصادر رفيعة في عدن، إن العليمي لعب دوراً خطيراً أمس الأربعاء عندما أصدر بياناً باسم مجلس النواب اليمني، تهجم على الإمارات، وهدد السعودية، رغم خلو البيان الأول الذي أصدرته هيئة رئاسة البرلمان من أي إشارة سلبية إلى الإمارات أو السعودية، وهو ما رفضه العليمي، الذي قالت المصادر إنه تدخل "لتغيير فحوى البيان الصادر عن هيئة رئاسة مجلس النواب، والتلاعب ببعض الفقرات الواردة فيه، قبل أن يأمر وكالة الأنباء الرسمية بنشره".

واعتبرت المصادر أن عبدالله العليمي وبتعليمات من تنظيم الإخوان يتعمد ضرب علاقات البرلمان بالتحالف العربي، والإمارات تحديداً، بالإصرار على تصريحات هدفها "إذكاء نار الحملة الإعلامية الإخوانية الهستيرية ضد الإمارات".