غلاف كتاب "آينشتاين، بيكاسو، المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى" (أرشيف)
غلاف كتاب "آينشتاين، بيكاسو، المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى" (أرشيف)
الخميس 14 مايو 2020 / 19:44

أينشتاين.. بيكاسو.. الحدود المشتركة للفن والعلم!

اشتغل الفيلسوف ومؤرخ العلوم آرثر آي. ميللر في كتابه "آينشتاين، بيكاسو، المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى" على تلك التوافقات المدهشة بين ألبرت أينشتاين وبابلو بيكاسو بوصفهما أيقونتين من أيقونات الإبداع والإلهام في القرن العشرين.

في هذا الكتاب جمع غير مألوف بين نمطين من الإبداع فصلت وباعدت بينهما نظرة تقليدية لاتزال سائدة. إنّه يبين كيف أنَّ العلم والفن يلتقيان ويتفاعلان في الفعل الإبداعي وفي رؤية الكون والإنسان

لقد أراد ميللر من خلال هاتين السيرتين المتوازيتين أن يبحث عن الحدود المشتركة للفن والعلم. لقد وجد ميللر تشابهات غريبة وقابلة للتوثيق في إبداع الرجلين وفي الحياة الشخصية والحياة العملية لكلِّ منهما.

لم تكن مقاربة أينشتاين للزمان والمكان رياضية في المقام الأول؛ فقد كانت مفاهيم علم الجمال أساسية لاكتشاف النظرية النسبية في عام 1905م، وللتمثيل الجديد للضوء، ثم وسيلة في عام 1907م لتوسيع النظرية حتى تشمل الجاذبية. ولم تكن دراسات بيكاسو عن المكان فنية تماماً بالمعنى الضيق والاختصاصي المحدود للكلمة. إنَّ العنصر الجمالي في لوحة "آنسات أفينيون" كانت اختزال الأشياء أو ردها إلى الفلسفة.

لقد عبّرت الكاتبة الأمريكية غيرترود شتاين عن الرؤية العميقة الخاصة ببيكاسو قائلة "إنَّ الأشياء التي استطاع بيكاسو رؤيتها كانت أشياء ذات حقيقة خاصة، ليست حقيقة أشياء مرئية، بل حقيقة أشياء موجودة".

في هذا الكتاب جمع غير مألوف بين نمطين من الإبداع فصلت وباعدت بينهما نظرة تقليدية لاتزال سائدة. إنّه يبين كيف أنَّ العلم والفن يلتقيان ويتفاعلان في الفعل الإبداعي وفي رؤية الكون والإنسان. وتأسيساً لهذه الفكرة رصد آرثر ميللر ملامح الحياة الشخصية والمسيرة الإبداعية لاثنين من أكبر العقول المبدعة في القرن العشرين هما الفيزيائي ألبرت أينشتاين، صاحب نظرية "النسبية"، والرسّام بابلو بيكاسو، رائد التكعيبية.

إنَّ علاقة التوازي المدهشة بين الشخصيتين، بما فيهما من ترابط خفي بين إبداعيهما، تكشف عن ظاهرة أعمّ وهي أن كبار المبدعين، مهما اختلفت مجالات إبداعهم، يلتقون في اهتمامات كبرى مشتركة في سياق التحولات المعرفية والثقافية. والكتاب في ترجمته العربية صادر عن مشروع" نقل المعارف" الخاص بهيئة البحرين للثقافة والآثار، ومن ترجمة عارف حديفة.