بايدن ونتانياهو. (أرشيف)
بايدن ونتانياهو. (أرشيف)
الجمعة 31 مارس 2023 / 16:59

التوتر بين واشنطن وتل أبيب... فشل استراتيجي لنتانياهو

يستأثر التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية التعديلات القضائية وتصرفات الحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية، بحيز واسع من اهتمامات الصحف الإسرائيلية.

 وعلى خلفية تلك التوترات تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وتناولا "الثورة القضائية" في حديثهم، إلا أن البيان الأمريكي عن الاتصال لم يشر إلى القلق الأمريكي بشأن "الثورة" في إسرائيل. ولفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تحت عنوان "محاولة للتهدئة.. بلينكن وكوهين يتناقشان.. والثورة القضائية غائبة عن البيان الأمريكي"، إلى أن هناك نواباً ديمقراطيين شنوا هجوماً حاداً على الحكومة الإسرائيلية بسبب توجهاتها.


محادثة أمريكية إسرائيلية

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية تفاصيل المحادثة، وبحسب البيان الأمريكي، أكد بلينكن مجدداً على أهمية العلاقات الثنائية الجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لافتة إلى أنه "على الرغم من أن الخارجية الإسرائيلية أكدت مناقشة الثورة القضائية في تلك المحادثة إلا أن بيان الخارجية الأمريكية لم يشر إليها".
وناقش بلينكن وكوهين التحديات المشتركة، بما في ذلك الأزمة الإيرانية، فضلاً عن الجهود المبذولة لتعزيز المصالح المشتركة، مثل التكامل الإقليمي لإسرائيل، وجدد وزير الخارجية الأمريكي التأكيد على استمرار التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، ورحب بالجهود الأخيرة لتهدئة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال اجتماعات في العقبة وشرم الشيخ، وشدد على أهمية تجنب الإجراءات الأحادية الجانب التي تؤدي إلى تفاقم التوترات.

 

 


الخارجية الإسرائيلية

وجاء في بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن كوهين أخبر بلينكن أن "الثورة القضائية" ضرورية من أجل تعزيز الديمقراطية الإسرائيلية وتحقيق التوازن بين السلطات، مضيفاً أنه فخور بكونه مواطناً ووزيراً في دولة مثل إسرائيل تسمح بحرية التظاهر، وأطلع كوهين نظيره الأمريكي على الحوار الجاري في إسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق.
كما ناقش الاثنان الدور المهم للولايات المتحدة في توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية ومنع إيران من أن تصبح قوة نووية، كما أبلغ كوهين بلينكن أن إسرائيل أكملت التشريع اللازم للانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة للولايات المتحدة. وجاء حديث كوهين مع بلينكن بعد أن تحدث مع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام حول الثورة القضائية في إسرائيل.


تغيير سياسة البيت الأبيض

وذكرت "يديعوت أحرونوت"، إن مجموعة من المشرعين الديمقراطيين التقدميين تضغط على الرئيس الأمريكي لتغيير سياسة البيت الأبيض تجاه إسرائيل، معربين عن القلق من أن تأجيل الثورة القضائية يهدف إلى تمهيد الطريق لاستخدام الأسلحة الممولة من الولايات المتحدة ضد الفلسطينيين. ولفتت إلى أن عدداً من النواب والشيوخ وقعوا رسالة تنص على ذلك، بينهم بيرني ساندرز، ودعوا بايدن وبلينكين إلى التحرك الفوري لتغيير سياسة المساعدة العسكرية لإسرائيل، حتى لا تمول انتهاكات الحقوق المدنية رداً على "تفاقم العنف وضم المزيد من الأراضي وإنكار حقوق الفلسطينيين".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الالتماس يتم تداوله حالياً بين المشرعين الأمريكيين من أجل جمع المزيد من التواقيع، كما يتم دعمه من قبل المنظمات الاجتماعية الأمريكية مثل فرع حركة "السلام الآن".


فشل استراتيجي

وقال الكاتب والمحلل الإسرائيلي تل ليف رام في تحليل له بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية تحت عنوان "أزمة العلاقات مع الولايات المتحدة فشل استراتيجي لنتانياهو وضرر سياسي"، إن الإطاحة بوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في ذروة التوترات الأمنية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وعكست عدم مسؤولية فادحة وأثارت تساؤلات كبيرة حول قدرة نتانياهو على اتخاذ القرار، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي ليس سوى عارض من أعراض الانهيار الاجتماعي في إسرائيل.

 

 


هجوم سياسي

وأضاف أن أزمة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي تم التعبير عنها هذا الأسبوع على لسان الرئيس الأمريكي الذي قال بصراحة: "لا يمكن لإسرائيل أن تستمر على هذا الطريق، لن أدعو نتانياهو إلى البيت الأبيض في أي وقت قريب"، تشير إلى هجوم سياسي يضر بالفعل بالمصالح الإسرائيلية الحيوية خارج الولايات المتحدة أيضاً.
ولفت إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة تعد ركيزة مهمة للردع الإسرائيلي في المنطقة، والتعاون العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية أصبح وثيقاً للغاية في السنوات الأخيرة، وحتى عندما تكون العلاقات السياسية في أزمة، فإن التعاون العسكري يكون آخر ما يتضرر، لكن يبدو أنه "في الحكومة الحالية، ليست ثمة فجوة يمكن أن تلحق الضرر بالعلاقات مع الأمريكيين إلا وتكون إسرائيل معرضة للسقوط فيها".


إسرائيل ستدفع الثمن

وقال إنه من الممكن تجاهل بوادر الأزمة، والتأكيد على قدرة إسرائيل على التعامل بمفردها، ، كما قال العديد من الوزراء في الحكومة مؤخراً، لكن من المستحيل تجاهل الثمن، فإن إسرائيل قد تدفع ثمن تصرفات سياسية أمنية داخلية قد تزيد من حدة الأزمة مع الأمريكيين.


إقصاء القضايا الملحة

وتابع: "إلى جانب الضرر المحتمل لجوهر الديمقراطية في إسرائيل، والذي يخشاه الأمريكيون، يجدون صعوبة في فهم كيف أزال نتانياهو بالفعل القضية الإيرانية وغيرها من القضايا الأمنية الملحة من  رأس أولوياته، التعديلات القضائية دفعت كل شيء جانباً، والحكومة الأمريكية مستاءة جدا".