فلسطيني يطل على دمار في غزة إثر القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 5أيام(أ ف ب)
فلسطيني يطل على دمار في غزة إثر القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 5أيام(أ ف ب)
السبت 13 مايو 2023 / 15:09

استنزاف إسرائيل وحماس.. تكتيك حركة الجهاد

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن حركة الجهاد تدرك أن الوقت يعمل ضد إسرائيل في التصعيد الحالي، ولذلك اختارت تغيير أسلوبها في إطلاق النار، حيث أصبحت تطلق الصواريخ بين كل حين والآخر لبضع ساعات، ما يُساعد على جر حماس إلى التصعيد، وهو الأمر الذي تريده الجهاد.

إسرائيل لا ترغب في استمرار بالحملة حيث عانت من أضرار اقتصادية

وقالت يديعوت أحرونوت إنه بعد وابل الصواريخ الذي انطلق من قطاع غزة باتجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع وجبال القدس "أوضح للمتفائلين بيننا أنه على الرغم من العناوين التي لا تعد ولا تحصى حول وقف إطلاق النار الوثيق، إلا أن ذلك لم يتحقق بعد، وربما العكس".


تكتيك جديد

وأشارت الصحيفة إلى أن إدراك حركة الجهاد أنها لا تمتلك القدرة العسكرية لمواجهة حملة مكثفة ضد إسرائيل وحدها، فقررت تغيير تكتيكها نحو "إرهاق إسرائيل وحماس"، أي أنها لا تحتاج إلى التصرف وفقاً للنمط القديم للعملية الذي عرفناه في الجولات السابقة (عمليات إطلاق عديدة ومكثفة باتجاه إسرائيل في كل دقيقة ممكنة)، ولكن وفقاً للتكتيك الجديد يتم إطلاق الصواريخ من حين لآخر كل بضع ساعات، وربما مرة واحدة في اليوم.

 

 


أضرار إسرائيلية

وفي هذا الوضع، ستبقى الأضرار التي لحقت بإسرائيل كما هي وربما تزداد، فإسرائيل لا ترغب في استمرار بالحملة، حيث عانت البلاد من أضرار اقتصادية كبيرة، وتم إجلاء بعض سكان الجنوب من منازلهم، وتم تمديد النظام الأمني ​​بالكامل إلى أقصى حد بسبب عدد صواريخ الجهاد. وتابعت الصحيفة: "الجهاد تفهم أن الوقت يعمل ضد إسرائيل، وعلاوة على ذلك، ضد المنظمة المنافسة حماس".
ترى الصحيفة أن ذلك ربما يكون الهدف الثاني للجهاد في إدارة هذا النوع من حرب الاستنزاف، فلا يمكن للإسرائيليين العودة إلى روتين حياتهم، ولكن أيضاً سكان قطاع غزة، مشيرة إلى أن حماس بصفتها صاحبة السيادة في غزة، هي التي ستقدم حسابا للسكان، رغم أنها ليست جزءاً من هذه الحملة على الإطلاق، وفي الوقت نفسه، يتزايد أيضاً انتقاد حماس على شبكات التواصل الاجتماعي، لأنها قررت عدم الانضمام إلى القتال في إسرائيل إلى جانب الجهاد.

 


جر حماس

تقول الصحيفة إنه بالنسبة لجهاد، الهدف الآن هو جر حماس إلى الحملة، إما عن طريق تصويرها على أنها ضعيفة للغاية أمام الجمهور الفلسطيني، أو بسبب رد إسرائيلي قاسٍ سيؤدي إلى وقوع عدد كبير من الضحايا، مما يجبر حماس على الانخراط في هذه الجولة.
ووفقاً للصحيفة، لا تعبر حماس في كثير من الأحيان عن نفسها في وسائل الإعلام فيما يتعلق بالتصعيد الحالي، لكنها لا تزال تحاول داخلياً وصف نفسها على أنها جزء من "صنع القرار في غرفة العمليات المشتركة"، أو بعبارة أخرى، باعتبارها تلك التي تمنح الجهاد مباركة طريق.
واستطردت "خلاصة القول، الحل الذي طال انتظاره، أو وقف إطلاق النار، يجب أن يأتي من حماس، لهذا، قد تضطر إسرائيل إلى إعادة النظر في سياستها المتمثلة في تجاهل الضوء الأخضر الذي أعطته حماس لإطلاق النار من غزة".