صواريخ الفصائل الفلسطينية (رويترز)
صواريخ الفصائل الفلسطينية (رويترز)
الخميس 19 أكتوبر 2023 / 17:19

صواريخ حماس على إسرائيل.. دلائل التوقيت والأهداف

ذكرت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية، أن تحليل عمليات إطلاق النار من قبل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة نحو إسرائيل يُظهر أن معظمها يتم في ساعات المساء، مع اقتراب نشرات الأخبار في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وقالت "جلوبس"، إن الحرب ضد حركة حماس غير عادية في كثير من النواحي، ولكن كما هو الحال في العمليات وجولات القتال السابقة، تحظى معركة الوعي بأهمية كبيرة لدى التنظيمات المسلحة، ويظهر تحليل أوقات البث أن معظم عمليات إطلاق النار من قطاع غزة تحدث بشكل رئيسي في الساعة 20:00، عندما يتم بث نشرات الأخبار الرئيسية.

 

 


حرب نفسية

ويقول الدكتور إيدو زيفكوفيتش، الخبير في السياسة الفلسطينية في كلية عميق عيزرايل الأكاديمية وجامعة حيفا: "لدى حماس الأولوية لإطلاق الصواريخ، خاصة بعيدة المدى، خلال الساعات التي تبث فيها الأخبار في إسرائيل"، لافتاً إلى أنه بالنسبة لحماس فالحرب النفسية مهمة جداً في المعركة ضد إسرائيل.


وعي إعلامي

وأشار إلى أن التنظيم الفلسطيني يتمتع بوعي إعلامي متطور، حيث يدير عدداً من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية التي تستهدف جماهير مختلفة وبلغات مختلفة، إلى جانب وكالة الأنباء والصحف والقنوات الإعلامية الخاصة بها، بالإضافة إلى ذلك، تنتج حماس مقاطع فيديو بمستوى عالٍ جداً.
وتتبعت الصحيفة أنماط إطلاق الصواريخ من قطاع غزة خلال أيام الحرب الـ11 بين بين 7 و17 أكتوبر (تشرين الأول)، وفي التحليل، تم إحصاء كل إنذار تم إطلاقه في جميع أنحاء البلاد، سواء في المستوطنات النائية في قطاع غزة أو في المدن الكبرى مثل تل أبيب.
وأشارت جلوبس إلى أن الأرقام لا تشمل الساعات الأولى لاندلاع الحرب، لأن إطلاق النار كان كثيفاً وشوّه النتائج في الأيام المتبقية من القتال، ولذلك تم فحص البيانات من الساعة 12:00 ظهر يوم السبت.

 

 


أهداف الحرب النفسية

وفقاً لزيفكوفيتش، فإن الحملة النفسية التي تقوم بها حماس لها هدفان، الأول خلق الخوف وتحفيز الضرر على الجانب الإسرائيلي، ويوضح البروفيسور الإسرائيلي أنه كلما كانت مدة القتال أقصر، كان "الإنجاز العقلي" الذي يمكنهم تحقيقه أكثر أهمية.
أما الهدف الآخر فهو "حرب الوعي"، وهي ركيزة مهمة بالنسبة لهم في توسيع الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي، وخطوة تخدمهم، وتابع "من هنا يمكنك رؤية جهودهم لنشر نظريات المؤامرة على شبكة الإنترنت، مثل الخيانة من الداخل".


توقيت أبو العطا

أما الوقت الآخر الذي تُعطى فيه الأولوية في غزة لإطلاق الصواريخ هو الساعة 21:00، وبحسب البروفيسور الإسرائيلي فإن "هذه ساعة ذات بعد أسطوري" حيث إنها الساعة المرتبطة باغتيال القيادي الكبير في حركة الجهاد بهاء أبوالعطا في عملية عام 2019، ولذلك منذ ذلك الحين، يتعين على حركة الجهاد أن تطلق بانتظام صواريخ طويلة المدى على وسط البلاد في الساعة 21:00، حتى إن المنظمة تسميها "توقيت أبوالعطا".
ووفقاً للصحيفة، فهذا نوع آخر من استخدام أوقات الإطلاق في إطار جهود التوعية التي تبذلها المنظمات المسلحة في قطاع غزة، ولكنه موجه نحو الساحة الفلسطينية الداخلية أكثر منه نحو إسرائيل، حيث يوضح زيفكوفيتش "يهدف هذا إلى تمجيد التضحية وخلق روح البطولة".

 

 


تعطيل الروتين

بالإضافة إلى ذلك، تشير البيانات إلى أن ساعات الظهر لها الأولوية أيضاً من قبل المنظمات في قطاع غزة، وقال البروفيسور: "الإطلاق الساعة 12 ظهراً أمر يعطل الروتين في البلاد، ولكنها أيضاً تقترب من موعد صلاة الظهر، فربما تكون رغبة التنظيمات تهدف إلى تعطيل الروتين اليومي لسكان إسرائيل".


لماذا يتوقف إطلاق الصواريخ ليلاً؟

وكجزء من التحليل، تم فحص إطلاق الصواريخ في 3 مدن رئيسية بإسرائيل، سديروت وعسقلان وتل أبيب، ففي سديروت، تتم معظم عمليات الإطلاق على شكل "قطرات" على مدار اليوم، بينما في عسقلان، التي استقبلت حوالي ربع إجمالي عمليات الإطلاق منذ بداية الحرب، وفي تل أبيب أيضاً، تتم عمليات الإطلاق المكثفة عادة في فترة ما بعد الظهر والمساء.
من ناحية أخرى، يتوقف إطلاق النار ليلاً تقريباً في معظم أنحاء البلاد، فمن وجهة نظر زيفكوفيتش، فإن هذا ينبع من الفهم السائد في حماس بأن الحملة الحالية سوف تستمر لفترة طويلة، وبالتالي فإن الحركة تفضل الاحتفاظ بالمخزون.
وتابع "قد يكون من الأسهل أيضاً على القوات الجوية في الليل تحديد مواقع الإطلاق وإغلاق دائرة النار أمامها".