غلاف كتاب "الأغاني الإماراتية" (24)
غلاف كتاب "الأغاني الإماراتية" (24)
الأحد 28 أبريل 2024 / 13:01

كتاب يستحضر المسارات الأولى للأغنية الإماراتية

يستعرض الفنان والباحث الإماراتي علي العبدان في كتابه "الأغاني الإماراتية: مَساراتُها الأولى ومصادِرُها القديمة"، المصادر القديمة التي استقت منها الأغنية الإماراتية عناصرها الموسيقية والأدائية.

ويعرض الكتاب، بشيء من التفصيل، بدايات الغناء الفردي المحترف، ومساراته الأولى لدى المطربين الإماراتيين الأوائل، وتكوين ما عُرف فيما بعد بالأغاني الإماراتية، وما اتسمت به من طوابع خاصة بها.
ويحاول المؤلف علي العبدان، في الكتاب الذي يصدر عن مركز أبوظبي للغة العربية - بالتزامن مع انعقاد الدورة الـ 33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والتي تُقام بالعاصمة الإماراتية خلال الفترة من 29 أبريل (نيسان) الجاري وحتى الخامس من مايو (أيار) المقبل، أن يُجيب على الكثير من الاسئلة المتعلقة بالتطور الموسيقي والغنائي للإنسان على أرض الإمارات في القرن العشرين، وهو اختصاص نَدَرَ الخوض فيه حيث جاء الكتاب في إطار سعي مؤلفه لتوثيق جهود فناني تلك المرحلة، والذين يقول علي العبدان إنه يخشى من أن يمضي الزمن دون أن يُذكر فضلهم الفني والأدبي.
ويوثق الكتاب، المكوّن من 184 صفحة وستة فصول، مرحلة حيوية ومهمة من تاريخ الطرب الشعبي في الإمارات، وذلك في المدة من ثلاثينيات القرن العشرين إلى أواخر عقد الستينيات منه، أي من عام 1930 إلى عام 1970 تقريباً، وهي المدة التي تبلورت فيها شيئاً فشيئاً الأغنية الشعبية الإماراتية كما نعرفها اليوم.
كما يحوي الكتاب بحثاً يتناول بدايات الغناء الفردي المحترف، ومساراته الأولى لدى المطربين الإماراتيين، وتكوين ما عرف فيما بعد بالأغاني الإماراتية، وما اتسمت به من طوابع خاصة بها.
ويبدأ الكتاب بمدخل يذكر فيه المؤلف الجهود السابقة في مجال كتابة تاريخ الأغنية الإماراتية، ثم يتناول مفهوم الطرب الشعبي، فنبذة عن تاريخه في منطقة الخليج العربي عامة، والإمارات خاصة، وينتهي المدخل ببحث مفهوم التلحين والاقتباس في الطرب الشعبي.
ثم تتوالى مباحث الكتاب في الفصول الأول، والثاني، والثالث، والرابع حول المصادر والقوالب الغنائية القديمة التي تأثرت بها الأغنية الإماراتية، وهي الصوت الخليجي، والأغاني اليمنية، والبستات البحرينية، وبعض الفنون الشعبية الإماراتية مع ذكر العديد من الأمثلة على ذلك التأثر، بالإضافة إلى تحليل عدد منها عروضياً وموسيقياً، وذلك لبيان العناصر اللحنية والإيقاعية فيها.
وتتناول موضوعات الفصل الخامس مدى التطور الذي حققه الفنانون الإماراتيون في الأغنية الإماراتية بعد أن استفادت سمات موسيقية وأدائية من المصادر والقوالب الغنائية السابقة، وفي الفصل السادس ورد ذكر لبعض شركات ومحال التسجيلات الفنية الإماراتية التي صاحبت مسيرة الأغنية الإماراتية، وكان لها نشاط مهم في تحقيق وجود هذه الأغنية.
ومن عناوين الكتاب أيضاً مفهوم الطرب الشعبي، بدايات إماراتية وأوائل، التلحين والإقتباس في الطرب الشعبي، فن الصوت الخليجي، ألحان البستات البحرينية، ألحان الفنون الشعبية الإماراتية وغير ذلك من الموضوعات.
ونوّه المؤلف في مقدمة كتابه إلى أن هذا الكتاب موجه أساساً للباحثين في الموسيقى العربية خاصة، وللمهتمين بها عامة، ممن يملكون حظاً من الثقافة الموسيقية، تغنيهم عن كثرة التعريفات والتوضيحات الجانبية.
 وعبّر عن أمله في أن يكون هذا الكتاب بمثابة منصة انطلاق للجيل الجديد من الباحثين الموسيقيين في وطنه دولة الإمارات العربية المتحدة، نحو استكمال البحث في تاريخ الأغنية الإماراتية، وما قد يؤدي إليه ذلك من تجديد في البحث الموسيقي العلمي الذي من شأنه تغذية المعارف والمفاهيم الثقافية العامة بالقيم الجمالية والإنسانية، التي صنعت الذائقة الموسيقية في هذا الجزء من العالم، وذلك من أجل أن نفهم من نحن موسيقياً وصوتياً، وإذا فهمنا ذلك حقاً، سيكون بإمكاننا أن ننطلق نحو آفاق موسيقية جديدة.
ويعمل مؤلف الكتاب، الفنان والباحث الإماراتي علي العبدان، مديراً لإدارة التراث الفني بمعهد الشارقة للتراث، وصدر ت له أبحاث وكتب عديدة حول تاريخ فن الرسم والنحت، وتاريخ الطرب الشعبي في الإمارات، والأنثروبولوجيا الموسيقية، بجانب مجموعتين شعريتين، ومجموعة قصصية ودراسات عن الشعر الفصيح والشعبي.
وفاز كتابه (القرن الجديد - اتجاهات الفن التشكيلي في الإمارات بعد العام 2000) بجائزة أفضل كتاب في محتوى إماراتي في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2010.