الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينغ
الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينغ
الجمعة 24 مايو 2024 / 19:30

هل بدأ "الانفصال العظيم" بين أمريكا والصين؟

أشار جون رابلي، أكاديمي متخصص في الاقتصاد السياسي والتنمية الدولية، إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تشتري السيارات الكهربائية الصينية، كما أن الصين لم تعد تشتري سندات الخزانة الأمريكية.

كان على بايدن اتخاذ إجراءات وقائية إذا أراد أن يبقى قادراً على المنافسة

وسأل الكاتب عما إذا كان ذلك بداية "الانفصال العظيم"، الذي يسمع العالم عنه، باستمرار، حيث تتنافس القوتان العظميان في معسكرين متنافسين.
يجيب رابلي في موقع "أنهيرد" البريطاني كاتباً: ربما لا، فهذه سنة انتخابية في نهاية المطاف. إن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تعريفات جمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية، والذي جاء بعد أسبوعين فقط من فرض تعريفات جمركية على الصلب الصيني، تزامن مع تطلع إلى أصوات النقابات.
بعدما حصل دونالد ترامب على دعم العديد من الناخبين البيض من الطبقة العاملة عام 2016، تعهد بايدن بإعادة بناء العلاقات بينهم وبين حزبه. ومع دعوة ترامب إلى فرض تعريفات جمركية باهظة على البضائع الصينية، كان على بايدن اتخاذ إجراءات وقائية إذا أراد أن يبقى قادراً على المنافسة في الولايات الصناعية المتأرجحة، مثل بنسلفانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ماذا عن التعريفات على السيارات؟

إن رسومه على المركبات الكهربائية تتمتع بغرض مختلف بعض الشيء، وإن كان لا يزال سياسياً. لقد خصصت إدارة بايدن الكثير من الجهود والموارد لسياستها الصناعية، مع تركيز على الطاقة المتجددة. في الوقت الحالي، ينتج الصينيون أرخص، وبحسب العديد من التقارير، أفضل المركبات الكهربائية والألواح الشمسية في العالم. كما أنهم ينتجون كميات من هاتين السلعتين أكبر من الكميات التي يستهلكونها محلياً، لذلك هم يصدّرون بقوة كبيرة.

 

 


هذه صناعات يحاول بايدن تطويرها في أمريكا. تستورد الولايات المتحدة حالياً عدداً قليلاً جداً من السيارات الكهربائية من الصين، ومع ذلك، وعد التوسع السريع في إمكانات بكين بإغراق الأسواق بالواردات الرخيصة، مما يؤدي إلى القضاء على الصناعة الأمريكية الناشئة حتى قبل أن تنطلق. وقد يكون الجمع بين التعريفات الجمركية والإعانات مثيراً للجدل، لكن تحظى هذه الاستراتيجية بمروجين كثر بين الاقتصاديين.
علاوة على ذلك، لن تمنع التعريفات على السيارات الكهربائية في الوقت الحالي الشركات الصينية من البيع في السوق الأمريكية. يمكنها، إذا اختارت، نقل الإنتاج إلى بلدان تتمتع بحرية أكبر للوصول إلى الولايات المتحدة مثل المكسيك. تتطلع إدارة بايدن إلى حماية الصناعات الأمريكية التي تعتبرها حيوية لمصالحها السياسية، لكنها لا تبحث عن حرب تجارية مع الصين.

ما قصة السندات؟

عن خفض الصين لمخزونها من سندات الخزانة الأمريكية، بإمكان المرء المبالغة في إيلاء الكثير من الأهمية لهذا الموضوع بحسب رابلي. مثل العديد من البنوك المركزية، تضيف الصين المزيد من الذهب إلى محفظتها الاستثمارية، في حين أنها ربما تستخدم أيضاً بعض احتياطاتها من الدولار لدعم عملتها الخاصة. سيثير هذا القلق وزارة الخزانة الأمريكية التي تبيع السندات بأسرع ما يمكنها لتمويل العجز المالي الهائل في البلاد، لكنه قد لا يشير إلى تغير كبير في العلاقات المالية بين البلدين.

 

لا حديث عن انفصال.. إلا إذا

لأن هذه السنة هي سنة انتخابية على وجه التحديد، تستحق هذه القصة المتابعة باهتمام. في حال فوز بايدن في نوفمبر، من المرجح أن يتحرك فريقه الاقتصادي بسرعة لتهدئة التوترات مع الصين. في الوقت الحالي على الأقل، يرى رابلي أن لدى البلدين الكثير على المحك بحيث لا يرغبان في استهداف أي شيء يتجاوز الفصل بين الصناعات التي تعتبر استراتيجية بالنسبة إليهما، مثل الطاقة لدى الصينيين أو الرقائق الدقيقة لدى الأمريكيين.
لكن إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض فمن المرجح أن يقوم بتعيين فريق من القوميين الاقتصاديين الملتزمين بعكس اتجاه وجود الصناعات الصينية في الاقتصاد الأمريكي. "عند تلك النقطة"، ختم الكاتب، "يمكننا حقاً أن نبدأ الحديث عن انفصال يختمر بين القوتين".