الإثنين 24 يونيو 2024 / 22:13

نتانياهو يُخطّط لصيف مشتعل في غزة ولبنان

حددت أول مقابلة تلفزيونية يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، باللغة العبرية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، رؤيته لصيف طويل وحار في الشرق الأوسط، عبر 3 خطوط عريضة، هي.. استمرار القتال في غزة، تجاهل وقف دائم لإطلاق النار لضمان عودة الرهائن، والتصعيد المحتمل مع حزب الله في لبنان.

وقد قوبلت نظرة رئيس الوزراء الإسرائيلي التي لا تتزعزع، وجاءت خلال بث تلفزيوني أمس الأحد، في محادثة مع محطة التلفزيون اليمينية الداعمة "القناة 14"، بهتافات من جمهور الاستوديو المباشر "المتعاطف معه"، وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

قلق عام

لكن موقفه، وهو أول توضيح مفصل لخطط نتانياهو منذ حل حكومة الوحدة في زمن الحرب الشهر الماضي، سيثير قلق حلفاء إسرائيل وجيرانها في المنطقة، الذين يضغطون من أجل تحقيق انفراجة دبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة واحتواء الأعمال العدائية الإقليمية.

وقال عاموس هاريل، المحلل الدفاعي المخضرم في صحيفة "هآرتس": "لم يعد نتانياهو يعد بالنصر الكامل للجمهور، لكنه يعد بحرب لا نهاية لها.. كل شيء يبقى غامضاً ويكتنفه عدم اليقين باستثناء صفقة الرهائن".
وأدانت عائلات هؤلاء الرهائن الـ 120 المتبقين سياسة نتانياهو على الفور بسبب تصريحاته، واتهمته "بالتخلي" عن أحبائهم وانتهاك "واجب الدولة الأخلاقي تجاه مواطنيها".

ومن المحتمل أن تقوض تصريحات نتانياهو الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ شهور؛ للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن بين إسرائيل وحماس، والتي سعت في مراحلها الأولية عمداً إلى إبقاء النهاية المحتملة للصراع غامضة.

"لن تتوقف الحرب"

رفض نتانياهو المطلب الأساسي للفلسطينيين، وقال إنه منفتح على "اتفاق جزئي" لإعادة بعض الرهائن لكنه غير راغب في وقف الحرب مع "حماس".
وقال: "نحن ملتزمون بمواصلة الحرب بعد توقف لاستكمال هدف تدمير حماس.. في هذا لست على استعداد للتراجع".
وأضاف نتانياهو أن إسرائيل قريبة جداً من إنهاء المرحلة المكثفة من حملتها العسكرية في غزة، على الأرجح في الأسابيع المقبلة بعد الانتهاء من الهجوم في مدينة رفح الجنوبية.
لكنه قال بعد ذلك، إن العمليات العسكرية الأقل كثافة ستستمر إلى "أجل غير مسمى"، حيث تقوم القوات الإسرائيلية "بقص العشب" ضد الأصول العسكرية لحماس والسيطرة المدنية الدائمة.
وقال كبير مساعدي نتانياهو الأمنيين الشهر الماضي، إن القتال في غزة سيستمر حتى نهاية العام.

اليوم التالي للحرب

ومع ذلك، لا تزال أي خطط للحكم بعد الحرب في القطاع الممزق غير مكتملة، حيث يصر نتانياهو مرة أخرى على أن الفلسطينيين الذين لم يكشف عن أسمائهم، والذين يعملون جنباً إلى جنب مع الحكومات العربية المجاورة؛ سيتم تكليفهم ببناء "إدارة مدنية" جديدة لغزة.
ويشك الكثيرون في إمكانية تحقيق مثل هذا المخطط، خاصة وأن حماس لا تزال قادرة على حشد مقاومة كبيرة.
وقال مصدر مطلع للصحيفة: "حماس لن تسمح بذلك أبداً، ستحول شعبها ضدهم".
وفي إشارة إلى الحساسيات الدولية، رفض نتانياهو أيضاً دعوات من حلفائه اليمينيين المتطرفين لإعادة بناء المستوطنات اليهودية داخل غزة، قائلاً إنها "غير واقعية".

التوجه نحو الشمال

وأوضح نتانياهو أنه بمجرد الانتهاء من المرحلة الشديدة من حرب غزة، سيتم إعادة نشر القوات الإسرائيلية على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث تتبادل إسرائيل وميليشيا حزب الله المدعومة من إيران؛ النيران بشكل يومي منذ ما يقرب من 9 أشهر.
في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت قوة النيران والخطاب من الجانبين بشكل حاد، مما أثار مخاوف من صراع كامل محتمل.
وقال نتانياهو إن الغرض من إعادة الانتشار في المستقبل كان في البداية "دفاعياً"، لكن الهدف النهائي كان السماح لسكان شمال إسرائيل البالغ عددهم 60,000 الذين تم إجلاؤهم منذ بداية الحرب "بالعودة إلى ديارهم".

وأوضح: "إذا استطعنا القيام بذلك دبلوماسياً، فهذا رائع. لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فسنفعله بطريقة أخرى.. سنعيد الجميع إلى ديارهم".
وبحسب الصحيفة، تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التوسط في صفقة بين إسرائيل وحزب الله من شأنها إحباط حرب؛ يحذر المحللون من أنها قد تجلب إيران وتبتلع المنطقة بأكملها.

حرب مع حزب الله

ووفقاً لدبلوماسيين اطلعوا على المحادثات، فإن الاتفاق المحتمل سيشمل سحب حزب الله لقواته من الحدود، وإنهاء إسرائيل لرحلات الاستطلاع فوق لبنان، وحل سلسلة من النزاعات الإقليمية بين الجانبين.
ومع ذلك، فإن مثل هذا الاتفاق يتوقف على إنهاء القتال في غزة، كما أضاف هؤلاء الدبلوماسيون، حيث أوضح حزب الله منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) أنه سيقف "تضامناً" مع المجموعة الفلسطينية.

وقال نتانياهو إنه يأمل في إمكانية تفادي حرب شاملة مع حزب الله الذي يعتبر أكثر الأطراف غير الحكومية تسليحاً في العالم، لكنه قال إن إسرائيل "ستواجه هذا التحدي" المتمثل في القتال على جبهات متعددة إذا لزم الأمر: "يمكننا القتال على عدة جبهات. نحن مستعدون لهذا ونحن نستعد لذلك".
وقال إميل حكيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للصحيفة: "نتانياهو يُغذي عن طيب خاطر المخاوف من احتمال نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وربما لا مفر منها.. مثلما هو الحال في غزة، يتم التعبير عن الأهداف القصوى دون اهتمام كبير بالواقع".
وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة، أوضح نتانياهو أنه سيظل متجهاً إلى واشنطن لإلقاء خطاب في 24 يوليو (تموز) أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي.