الخميس 27 يونيو 2024 / 08:39

عندما لبى الجيش نداء الشعب

رفعت رشاد- صحيفة الوطن المصرية

كان المشهد مهيباً عندما خرجت ومعي بعض الأصدقاء لنعلن تأييدنا للجيش لكي يتولى مسؤولية حماية البلاد في 30 يونيو(حزيران) و3 يوليو(تموز) 2013.

كنا فى حماس أن نشارك مع جموع الشعب في هذا الموقف الإيجابي. وصلنا إلى مكان التجمع في مصر الجديدة وبالقرب من نادي هليوبوليس لنجد صعوبة كبيرة في الفوز بموطئ قدم. مئات الآلاف من البشر مجتمعين في حالة تصويت جماعي وتحفيز عام لرجال الجيش أن تحركوا والشعب من خلفكم يساندكم ويدعم خطواتكم. المشهد غير مسبوق، يعد من المشاهد التاريخية بالفعل في البلاد. اجتمعت إرادة الأمة على نبذ نظام حكم فشل في تحقيق آمال وطموحات المواطنين. انفردت جماعة دينية بمقدرات البلاد وإدارتها بدون دراية وإدراك لحجم الدولة وخطورة المسؤولية. جماعة جاءت لتنتقم من الجميع وتلقي بأكبر عدد ممكن من المواطنين في السجون وتنكل بعائلاتهم. جماعة تعامل قادتها بعنجهية وصلف رغم أنهم كانوا من قبل يتمنون قبولهم علناً كجزء من الساحة السياسية الحزبية والبرلمانية. نبذت الجماعة الآخرين وتحالفت مع أشباهها لإحكام السيطرة على البلاد والعباد، لكنها لم تستطع إدارة الحكم بمهارة أو حتى بالمستوى العادي، رغم الفرصة الذهبية التي توفرت لها. استطاعت من خلال تنظيمها غير المعلن أن تحشد وتسيطر على الشارع وتفرض مرشحها لتدخل مصر في نفق مظلم ويدخل شعبها في حالة من الحزن والاكتئاب، بينما يخرج أعضاء الجماعة كل ما كان مخيفاً من أخلاق وسلوك، منتقمين من خصومهم ومنافسيهم. اتجهت أعين الجماعة إلى الجيش لتسيطر عليه، وطلبت فرض حصة من طلاب الكلية الحربية تخصص لأبناء أعضاء الجماعة ليكون الجيش بعد سنوات تحت سيطرتهم، وطلبوا كذلك أن يكون لهم حصص فى القضاء والشرطة وكل الأجهزة السيادية، وهو أمر لو تم لكان كارثة على الوطن، حيث تتفتت مؤسساته السيادية الحاكمة وتتشرذم ولاءاتها بين الجماعة وبين بقية الوطن، وهنا كانت درجة الخطورة مفزعة، لأن النتيجة كانت ضياع البلاد والعباد. جاء تحرك الجماهير نتيجة ومضة وعي فائقة في لحظة قدرية اجتمعت فيها إرادة الأمة لتكون لحظة فارقة أنقذت الوطن. كانت 30 يونيو 2013 لحظة فرقت بين الخوف والأمان، بين الشك واليقين، بين اليأس والأمل.