الرئيسان الأمريكي جو بايدن والسابق دونالد ترامب
الرئيسان الأمريكي جو بايدن والسابق دونالد ترامب
الخميس 27 يونيو 2024 / 11:04

هل تغيّر "مناظرة الخميس" قواعد اللعبة في أمريكا؟

رأى الكاتب السياسي إيد كيلغور أن استطلاعات الرأي حول شعبيتي المرشحين للانتخابات الرئاسية جو بايدن ودونالد ترامب كانت مستقرة بشكل استثنائي، ويبدو أن اللامبالاة هي المزاج السائد بين الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم.

يبالغ مناصرو ترامب بشكل متسلسل في تقدير قوته ضمن الاستطلاعات


ينبع هذا جزئياً، كما يكتب كيلغور في "مجلة نيويورك"، من الاعتقاد بأن حملة بايدن تصبح يائسة. وإلا لماذا يقامر بايدن بمثل هذه المناظرة المبكرة؟.
من الواضح أن معسكر الرئيس الحالي دفع باتجاه هذا الحدث غير العادي، كي يجبر ترامب على قبول التحدي أو الصمت بعد ادعاءاته المستمرة بأن بايدن كان يخشى مناظرته. أصبحت هناك قناعة راسخة بين بعض دوائر متطرفي تيار ترامب مفادها أن الديمقراطيين يريدون معرفة ما إذا كان بايدن سينهار أو ينجو على مسرح المناظرة قبل أن يتخذوا القرار المصيري بشأن ما إذا كان سيُطلب منه "التنحي".

 


وتابع الكاتب "لا أحد يعرف بالضبط لماذا دفعت حملة بايدن باتجاه إجراء مناقشة مبكرة. لكن الذعر ليس تفسيراً معقولاً، بالإمكان توجيه السؤال إلى أي ديمقراطي يخشى أن فريق بايدن كان هادئاً وراضياً عن نفسه للغاية. وبينما يأمل الرئيس بالتأكيد تحقيق نتيجة جيدة في المناظرة، التي ترعاها شبكة "سي إن إن"، في أتلانتا، من غير المرجح أن يكون تحت وهْم أنه ستتاح له فرصة لتوجيه ضربة قاضية".

استنتاج قديم العهد

خلص علماء السياسة منذ فترة طويلة إلى أن المناظرات نادراً ما تترك تأثيراً كبيراً ودائماً في الانتخابات العامة. هي أكثر أهمية بكثير خلال الانتخابات الرئاسية التمهيدية، وبخاصة عندما لا يكون هناك مرشح بارز أو مرشح يخدم في منصبه. تميل أهمية المناظرات الرئاسية العامة إلى أن تكمن في المناظرات الأولى بين المتنافسين، حيث تكون نسبة المشاهدة مرتفعة والألفة مع المرشحين منخفضة نسبياً.

 


بالرغم من أن مناظرة 27 يونيو (حزيران) هي المواجهة الأولى لهذه الدورة، يبقى أنها ليست جديدة بأي شكل من الأشكال، لقد تواجه بايدن وترامب مرتين سنة 2020 وكلاهما معروف بشكل كامل. سنة 2020، اعتقد معظم المراقبين أن بايدن فاز بسهولة في المناظرة الأولى بسبب ترامب الصاخب، في حين كانت المناظرة الثانية أقرب إلى التعادل. لكن من الصعب القول إن أياً من المناظرتين تمتعت بأهمية حقيقية عندما صوّت الناخبون.

ماذا عن تأثير الأداء الجيد؟

باستثناء بعض الأخطاء الكارثية التي يمكن أن يرتكبها أحد المرشحين، من الصعب تصور أن يكون لهذه المناظرة أهمية كبيرة. وفي حين أن أحد المرشحين قد يحصل على "وثبة" في استطلاعات الرأي بفعل أداء قوي نسبياً في المناظرة، من المؤكد أنها ستنحسر بسرعة بعد حملات أخرى.
اختفت إحدى سمات المناظرة التي أمكن أن يكون لها تأثير عندما فشل المرشح المستقل روبرت إف كينيدي في المشاركة. لذلك، أصبح الأمر الآن أن الرجلين المسنين نفسيهما يجددان تنافساً مألوفاً.

اهتمام خارج دوائر المحللين

بالرغم من الافتقار إلى ما هو جديد، لا يقتصر الاهتمام بالمناظرة على النقاد والمحللين السياسيين: فقد أظهر استطلاع جديد أجرته وكالة أسوشيتد برس بالتعاون مع مركز نورك في جامعة شيكاغو اهتماماً كبيراً بشكل عام، حيث يقول نحو 6 من كل 10 بالغين أمريكيين إنهم وبشكل مرجح "جداً" أو "للغاية" سيشاهدون المناظرة مباشرة أو عبر مقاطع الفيديو أو سيقرأون أو يستمعون إلى التعليقات حول أداء المرشحين في الأخبار أو وسائل التواصل الاجتماعي. وحسب التقرير نفسه، ينظر مناصرو بايدن وترامب إلى المناظرة، باعتبارها اختباراً كبيراً لمرشحهم، أو مجرد مشهد ينبغي عدم تفويته.

إعادة تقييم

الصورة الأكبر هي أن الرغبة الشديدة في الدراما الانتخابية تتمظهر على خلفية من الأدلة المنتظمة التي تشير إلى أنه سيكون من الصعب تحريك تفضيلات الناخبين، وفي بعض الأحيان لن يكون من السهل قياسها. اضطر العديد من الديمقراطيين والجمهوريين الرافضين بشدة لترامب إلى إعادة التفكير في تطورين كان من المتوقع على نطاق واسع أن يصبا في مصلحة بايدن: ميزته المالية التي اختفت الآن، وإدانة ترامب بجناية في مانهاتن التي ساهمت بزيادة غير متوقعة في جمع التبرعات لترامب.
وفي الوقت نفسه، يبالغ مناصرو ترامب بشكل متسلسل في تقدير قوته ضمن استطلاعات الرأي، بشكل جزئي لتعزيز ادعاءاتهم بأن إدارة بايدن منخرطة في لجوء مذعور إلى "الحرب القانونية" وربما حتى إلى وضع الأساس لتحدٍّ آخر من أجل هزيمة أخرى.

عن اليوم التالي

بشكل مؤسف لكلتا الحملتين، تبدو الانتخابات الرئاسية لسنة 2024 كأنها معركة قاتمة وقاسية بين كتلتين انتخابيتين كبيرتين وغير قابلتين للتحرك، مع أنماط إقبال غامضة لا تقل أهمية عن قرارات الناخبين المتأرجحين وغير الراضين إلى حد كبير. حسب كيلغور، لا يعني هذا أن المناظرة لا تستحق المشاهدة بالنسبة إلى أولئك الذين يتمتعون بعقلية مدنية بالمقدار الكافي ليشعروا ببعض الالتزام للمتابعة. لكن لا ينبغي لأحد أن يعتمد لمعرفة مصير البلاد على الثامن والعشرين من يونيو.