الجمعة 28 يونيو 2024 / 16:14

"أسوأ أداء في التاريخ".. المانحون يطالبون باستبعاد بايدن

يشعر الديمقراطيون بالذعر الشديد من الأداء المتعثر للرئيس الأمريكي جو بايدن في المناظرة الرئاسية الأولى أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب، إلى درجة أن البعض يناقش الآن ما لم يكن بالإمكان التحدث عنه سابقاً: استبداله على بطاقة الترشيح.



وفي حديث إلى مجلة "بوليتيكو"، قال استراتيجيون مقربون من 3 مرشحين ديمقراطيين محتملين للرئاسة إنهم تعرضوا لوابل من الرسائل النصية طوال المناظرة. وقال أحدهم إنهم تلقوا مناشدات لمرشحهم كي يتقدم بدلاً من بايدن.
قال مستشار آخر إن "ما لا يقل عن 6 مانحين رئيسيين كانوا يرسلون رسائل نصية تقول "كارثة"، وإن الحزب يحتاج إلى القيام بشيء ما"، لكنه أقر بأنه "لن يكون هناك الكثير مما هو ممكن، ما لم يتنح بايدن جانباً.
وكان هؤلاء المانحون من بين ما يزيد على 10 ديمقراطيين تحدثوا مع المجلة نفسها، التي منحت معظمهم حق عدم الكشف عن هويتهم، للتحدث بحرية.

أسوأ أداء في التاريخ

قال أحد المانحين الديمقراطيين الرئيسيين، وهو مؤيد لبايدن، إن الوقت قد حان كي ينهي الرئيس حملته. ووصف هذا الشخص ليلة بايدن بأنها "أسوأ أداء في التاريخ"، وقال إن الرئيس كان "سيئاً للغاية إلى درجة أن أحداً لن ينتبه لأكاذيب ترامب".
وأضاف المانح في رسالة نصية: "بايدن بحاجة إلى الانسحاب. ليس هناك شك في ذلك"، واقترح تذكرة بديلة بقيادة حاكمي ماريلاند وميشيغان.

 

 


وقال اثنان على الأقل من المتنافسين البارزين المحتملين لسنة 2028 – حاكم إلينوي جيه بي بريتزكر، وحاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم – إنهما وقفا إلى جانب بايدن حتى بعد أدائه.

من يفعل ذلك؟

عندما سُئل نيوسوم على قناة "إم إس إن بي سي" عما إذا كان ينبغي على بايدن أن يتنحى، قال إن الحديث "غير مفيد"، و"غير ضروري".
وأضاف نيوسوم: "لا تدر ظهرك بسبب أداء واحد. أي نوع من الأحزاب يفعل ذلك؟".

طوال أسابيع، كان الديمقراطيون يأملون أن ينتج أداء قوي لبايدن في المناظرة تخفيفاً للمخاوف بشأن عمره. بدلاً من ذلك، حصل العكس. قال مسؤول كبير سابق في البيت الأبيض خلال عهد بايدن: "فاز فريق نو لايبلز ودين فيليبس بهذه المناظرة"، في إشارة إلى الجهود الخارجية لدفع مرشح مختلف، خارج عن ثنائية ترامب أو بايدن، إلى السباق.

"أملنا الوحيد.. لئلا نموت"

إن المناشدات من داخل الحزب، بالرغم من عدم ترجيح التقرير أن تؤدي إلى تغيير في رأس التذكرة تعكس تحولاً كبيراً في الحملة. تقليدياً، كان أداء الرؤساء الشاغلين لمنصبهم ضعيفاً خلال مناظراتهم الأولى، إذ كانوا غارقين في متطلبات الوظيفة، وغالباً ما كانوا غير قادرين على تخصيص وقت جاد للتحضير. لكن مناظرة الخميس كانت فريدة من نوعها، حيث أنها أكدت التصور المسبق لبايدن بين العديد من الناخبين.

 

 


قال مستشار لمانحين رئيسيين للحزب الديمقراطي إنهم كانوا يرسلون رسائل نصية من اجتماع للمانحين في أتلانتا مساء الخميس، وبعضهم يكتب "تباً". وتابع المستشار: "أملنا الوحيد هو أن ينسحب، أو أن يكون لدينا مؤتمر بوساطة، أو أن يموت. وإلا فنحن ميتون".
مع ذلك، إن احتمال عقد مؤتمر بوساطة أو تنحي بايدن جانباً أمر غير مرجح، وهي حقيقة اعترف بها حتى أولئك الذين اشتكوا سراً من أداء بايدن. قال أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين: "شخص واحد فقط يمكنه أن يقرر، وهو بايدن".

ما تعليق حملة بايدن؟

ردت حملة بايدن على انتقادات الرئيس، حيث وصفه أحد مستشاريه بأنه "الشخص الوحيد الذي هزم دونالد ترامب على الإطلاق" مضيفاً أنه "سيفعل ذلك مرة أخرى". وتابع: "لم يقدم ترامب للناخبين أي سبب للتصويت له الليلة. وفيما يتعلق بالقضايا، إن الشعب الأمريكي يقف مع بايدن".
وفي بيان، قالت رئيسة حملة بايدن جين أومالي ديلون إن الرئيس "قدم رؤية إيجابية وفائزة لمستقبل أمريكا"، في حين قدم ترامب "نافذة مظلمة ورجعية نحو الشكل الذي ستبدو عليه أمريكا، إذا دخل مجدداً البيت الأبيض".
وقالت المستشارة الديمقراطية ستيفاني كاتر إن "الرئيس بايدن هو المرشح الديمقراطي، وهذا لا يتغير بسبب أدائه في مناظرة واحدة". وتابعت: "نحن بحاجة إلى الهدوء والحفاظ على التركيز، لأن ترامب بالتأكيد لم يكسب أي ناخبين الليلة".

النقطة المضيئة الوحيدة

بالنسبة للعديد من الديمقراطيين ليلة الخميس، كان الرأي قاتماً للغاية. قال أحد الديمقراطيين الذين شاركوا في انتخابات على مستوى الولاية: "أقصد أن الأمر ليس رائعاً في أي مكان. رئيسنا يعاني من إعاقة في النطق، ونزلة برد، ويبلغ من العمر 81 عاماً".
وقال مستشار بارز لكبار المسؤولين الديمقراطيين: "لم يتوقع أحد درساً متفوقاً في المناظرة من بايدن، لكن لم يتوقع أحد هذا السقوط العمودي السريع".
وتابع: "كان سيئاً في الرسالة، وسيئاً في الجوهر، وسيئاً في الضربات المضادة، وسيئاً في العرض، وسيئاً في الإشارات غير اللفظية. لم تكن هناك نقطة مضيئة في هذا النقاش بالنسبة إليه. النقطة المضيئة الوحيدة هي أن هذا حدث في يونيو (حزيران) لا أكتوبر (تشرين الأول)".