الجمعة 28 يونيو 2024 / 15:27

جائزة الشيخ زايد للكتاب حاضرة في مهرجان لويكرباد سويسرا الدولي للأدب

على قمم جبال لويكرباد السويسرية، التي تعانق السحاب، المرتفعة إلى 2400 م فوق سطح البحر، أقيم في الفترة من 20 إلى 23 يونيو (حزيران) مهرجان لويكرباد الدولي السنوي للأدب بنسخته الثامنة والعشرين.
شارك في المهرجان، 42 أديباً وأديبة من مختلف قارات العالم وحضر فعاليات المهرجان، التي بلغت 60 ندوة وورشة عمل، 3600 زائر وزائرة. ومن بين المشاركين الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب – فرع الكاتب الشاب، الروائي الجزائري سعيد الخطيبي. وقد كانت جائزة الشيخ زايد للكتاب حاضرة كشريك للمهرجان بثلاث فعاليات شارك فيها الخطيبي، الذي قرأ من روايته "نهاية الصحراء" باللغة العربية، بينما قرأت الفنانة ميشائيلا فيندت النص الألماني المترجم.

أشار الخطيبي في معرض حديثه عن رواية "نهاية الصحراء"، بعد أن شكر جائزة الشيخ زايد للكتاب ومهرجان لويكرباد، إلى أن هذا النص الأدبي ليس سوى صورة مصغرة من الحياة اليومية، ويمثل فندق الصحراء اختصاراً للمجتمع. وكما هو الحال في الأدب بشكل عام، فهو حلم يحفّز على التفكير والنقد. وانتقد الخطيبي بشدة الصورة النمطية في العقل والفكر الغربي حول الإسلام والثقافة العربية، وحصر رؤية أوروبا للثقافة العربية من زاوية الدين. كما أشار إلى أن الاستعمار ترك البلدان التي استعمرها مسحوقة في ظلام الجهل والأمية وأن هذا ليس صدفة.
كذلك شاركت الأديبة الفلسطينية ابتسام عازم، التي تقيم في نيويورك، في المهرجان عبر تطبيق "زوم"، بسبب تعذر سفرها من الولايات المتحدة إلى سويسرا من جراء عطل في الطائرة. وقد نالت رواية "سِفْر الاختفاء" لابتسام عازم اهتماماً كبيراً في المهرجان، خاصة وأن الرواية مترجمة للغة الألمانية لدى دار النشر السويسرية "لينوس فيرلاغ"، التي كانت حاضرة في المهرجان، إلى جانب دور نشر أخرى، أبدت جميعها اهتماماً بالأدب العربي ورغبة في التعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية في مجال الترجمة والنشر والتعريف بالأدب العربي.
أشار مدير البرنامج الأدبي لمهرجان لويكرباد هانس روبريشت إلى أهمية المشاركة العربية ونجاح التعاون مع جائزة الشيخ زايد للكتاب ومركز أبوظبي للغة العربية. كما أكد روبريشت على ضرورة تعزيز هذا التعاون في الدورات القادمة للمهرجان ودعوة المزيد من الفائزين والفائزات بجائزة الشيخ زايد للكتاب للمشاركة بفعاليات المهرجان المستقبلية، مما سيساهم في التفاهم والحوار الثقافي البناء بين أوروبا والعالم العربي.
قالت المديرة العامة لمهرجان لويكرباد أنّا كولب بأن المساهمة العربية هذا العام كانت مميزة من حيث المحتوى وإدارة الندوات والترجمة الفورية وترجمة النصوص الأدبية. وشكرت بدورها أيضاً على التعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب. كما أكدت أن صوت الثقافة العربية ينبغي أن يكون دائماً حاضراً ومسموعاً، وقد كان هذا واضحاً من خلال الحضور الكبير والمميز في الفعاليات العربية خلال أيام المهرجان.
يتميز هذا المهرجان عن غيره من المهرجانات الأدبية في أوروبا بأن من يحضر للمشاركة فيه، يأتي خصيصاً لهذا الغرض ويبقى طيلة أيام المهرجان هناك. كذلك من ميزات هذا المهرجان أنه يمنح الفرصة لكل أديب وأديبة بالقراءة مرتين، كي تتاح الامكانية لأكبر عدد من المشاركين للاستماع للنصوص والأشخاص. ويتضمن البرنامج الإطاري الاطلاع على تاريخ هذه المنطقة وطبيعتها الخلابة. علاوة على ذلك يقيم المهرجان على مدى يومين ورشة عمل لمترجمين ومترجمات من مختلف الثقافات تجمعهم اللغة الألمانية كلغة للترجمة. وتمول كل من مؤسسة بروهيلفيتسيا السويسرية ومنتدى الأدب في برلين وصندوق دعم الترجمة الألماني هذه الورشة. لقد شكل مهرجان لويكرباد الدولي للأدب منبراً للحوار والتعارف والعمل والابداع لك من شارك به.
حملت هذه الدورة من المهرجان اسم الأديب الأفروأمريكي جيمس بولدوين (1924 - 1987)، الذي أقام في عام 1951 في لويكرباد وكتب القصة القصيرة الشهيرة: غريبٌ في القرية. يتحدث بولدوين في تلك القصة القصيرة عن معاناته في القرية السويسرية بسبب لون بشرته، الذي جعله محط أنظار سكان القرية بأطفالها وشبابها وكهولها، وعن بشاعة العنصرية، التي يرى فيها الأبيض تفوقاً على غيرة. بولدوين كان قد غادر الولايات المتحدة في سن الرابعة والعشرين بخيبة أمل من التحامل الأمريكي ضد السود، واستقر بعدها في باريس ثم في جنوب فرنسا. فقد أراد أن ينأى بنفسه عن العنصرية الأمريكية البيضاء حينها، وأن يرى نفسه وكتاباته خارج سياق أنه أمريكي من أصل أفريقي.