عندما أطلق غزوه لأوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأمل في السيطرة على البلاد خلال عشرة أيام. ولكن بعد مضي تسعة أشهر، فإنه يواجه مشاكل خطيرة في الحفاظ على جزء بسيط من الأراضي التي أتيح له الاستيلاء عليها.

عمليتا خاركيف وخيرسون نفذتا بتعاون شبكة محلية من المخبرين. لكن العكس سيحصل في المناطق التي سيطرت عليها روسيا عام 2014، حيث أن الموالين لأوكرانيا قد فروا منذ زمن من المنطقتين
والزخم الآن في الجانب الأوكراني عقب هجومين معاكسين، حول خاركيف في الشمال الشرقي، وفي خيرسون بالجنوب، وأنجز ذلك بأقل الخسائر الممكنة وأقصى نصر.

لكن مجلة "إيكونوميست" تقول إن هذين الانتصارين يثيران مسألة معاناة الروس إذلالاً أكبر في حال المضي في الهجمات المعاكسة إلى الدونباس والقرم، اللتين سيطر عليهما بوتين عام 2014. وفي مقابلة نشرت في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، كرر زيلينسكي هدفه باسترجاع "كل الأراضي" الأوكرانية. وهذه المقاربة تتناغم مع الرأي العام الأوكراني، لكن ليس بالضرورة مع الداعمين الغربيين. إذ أن هؤلاء يخشون أن عملية استعادة القرم أو الدونباس (وربما الأخيرة هي اقتراح أكثر سهولة)، قد تدفع نحو تصعيد روسي، وربما تخطي العتبة النووية.

November 28, 2022
ويبدي القادة الأوكرانيون حذراً حيال خطواتهم المقبلة. وقال ميخائيلو زابرودسكي القائد السابق لسلاح الجو الأوكراني القريب من عملية التخطيط: "إذا كشفنا عن خططنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون، فإننا لن نحقق شيئاً". ويصر اللفتنانت جنرال على أن عملية استعادة القرم ليست أمراً ممكناً فحسب، وإنما يجري التحضير لتنفيذها في 2023. لكن متى تبدأ العملية تحديداً، فذلك سؤال آخر، إذ إن هناك معارك كثيرة يتعين كسبها أولاً. لكن التاريخ يثبت، كما يقول، إن القوى المحتلة وجدت "دائماً صعوبات في الصمود بالقرم".

وتفيد مصادر في القوات المسلحة الأوكرانية أن "لا شيء" مستبعداً عن الطاولة، بما في ذلك شن عمليات لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا قبل 24 فبراير (شباط). إن الطرق التي تؤدي إلى القرم هي الآن في مرمى القوة النارية الأوكرانية، وبينها نظام هيمارس الصاروخي الذي عطل على نحو دراماتيكي العمليات اللوجستية الروسية منذ بدأت القوات الأوكرانية في استخدام هذا النوع من السلاح. وقد أعلنت السلطات الروسية في القرم الاستعداد لهجوم بري، فأمرت ببناء التحصينات والخنادق، وفرضت حال طوارئ في أجزاء من شبه الجزيرة.