دخان قصف في إسرائيل. (أرشيف)
دخان قصف في إسرائيل. (أرشيف)
الخميس 6 يونيو 2024 / 19:15

جيروزاليم بوست: حزب الله يحول إسرائيل إلى ميدان اختبار لأسلحته

ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أن الهجوم على بلدة حرفيش الدرزية، أمس الأربعاء، تصعيد خطير من قبل تنظيم "حزب الله" اللبناني، مشيرة إلى أن إصابة العديد من الأشخاص توضح كيف يسعى أعداء إسرائيل إلى تحسين أسلحتهم، وكذلك اختبار أنواع مختلفة من أساليب الهجوم.

 وأضافت جيروزاليم بوست في تحليل تحت عنوان "حزب الله يستخدم الهجمات لاختبار قدرات إسرائيل"، أنه لفهم كيف تطور الأمر إلى الوضع الحالي، يجب معرفة ما يحمله الخصم في جعبته، مشيرة إلى أن تصعيد حرفيش جزء من الحملة المستمرة منذ 8 أشهر، والتي استخدم فيها حزب الله الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة لمهاجمة إسرائيل، وبحلول شهر أبريل (نيسان)، أي بعد 6 أشهر على حرب غزة، وصل إجمالي عدد القذائف التي أطلقها حزب الله إلى 3000، واليوم من المحتمل أن ذلك العدد ارتفع إلى 4000.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن هدف حزب الله هذه الأيام ليس مجرد إطلاق صواريخ تأمل أن تصيب بعضها الهدف، باستخدام الترسانة المكونة تقريباً من 150 ألف قذيفة والتي يعد الكثير منها صواريخ بسيطة وقديمة، مستطردة: "هذه الأنواع من أنظمة الأسلحة لا تربح الحروب، في الواقع، الصواريخ مفيدة في المقام الأول للمضايقة أو مهاجمة المدنيين". 

تطوير ترسانة واستراتيجية حزب الله

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن التنظيم اللبناني قام بتحسين ترسانته في السنوات الأخيرة، بذخائر دقيقة التوجيه، وعدد كبير من الصواريخ المضادة للدبابات، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، مشددة على ضرورة الفهم أنه استخدم في الأيام الأخيرة عدداً من الأسلحة الدقيقة التي أصبحت لديه، والتي تسمح له بضرب ما يريد بالضبط.
ووفقاً للصحيفة، يستطيع التنظيم متابعة أنواع معينة من الهجمات باستخدام مزيج من الأسلحة، على سبيل المثال، يمكنها استخدام صواريخ قديمة لإطلاق صفارات الإنذار في مكان واحد ثم استخدام طائرات بدون طيار دقيقة لضرب منطقة معينة حيث تراقب الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى، وقد نشر حزب الله مقاطع فيديو لهذا النوع من الهجمات، لذلك لم يعد يخفي ما يفعله.

كوكتيل قاتل

ويستخدم حزب الله أيضاً لغة في بياناته الموزعة على وسائل الإعلام الموالية لإيران لشرح كيفية استخدامه لأنواع معينة من الأسلحة، وتشير  النبرة في تصريحات حزب الله إلى أن التنظيم المسلح يختار بعناية مزيج الأسلحة التي يتم استخدامها، واصفة إياها بـ"الكوكتيل القاتل". 

اختبار القبة الحديدية

كما تشير إلى أن حزب الله يحاول اختبار رد فعل إسرائيل ودفاعات إسرائيل، فعلى سبيل المثال، كثيراً ما استهدف حزب الله مواقع القبة الحديدية، كما أنه أطلق مسيرات بشكل متزايد في البحر المتوسط، ثم أعادت الطائرات بدون طيار إلى الساحل، متجهة نحو عكا أو نهاريا.

وقال حزب الله إنه يحاول استهداف موقع لشركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة الإسرائيلية، وهي الشركة المصنعة للقبة الحديدية، ولها موقع على ساحل إسرائيل، ولذلك فإن إطلاق حزب الله طائرات بدون طيار في البحر له علاقة بتلك المواقع.

بالإضافة إلى ذلك، كثيراً ما أعلن حزب الله أنه استهدف القبة الحديدية في منطقة سهل الحولة، كما استهدف بالون استطلاع إسرائيلي مفرق جولاني بالقرب من الحدود اللبنانية، فضلاً عن هجمات على أبراج الاتصالات الإسرائيلية، وقاعدة مراقبة الحركة الجوية في جبل الشيخ.

وقال حزب الله أيضًا إنه استهدف قاعدة القيادة الشمالية الإسرائيلية في صفد وقاعدة جيبور للواء 769 في صفد، بالإضافة إلى مقر الفرقة 91 ومعسكر برانيت بالقرب من الحدود اللبنانية.

وأوضحت الصحيفة أنه في كل عملية من تلك العمليات يستخدم حزب الله الأسلحة التي يعتقد أنها ستكون لها التأثير الأكبر، فلجأت أحياناً إلى صواريخ بركان الثقيلة، وهي ليست دقيقة ولكنها تسبب أضراراً كبيرة، وفي حالات أخرى، مثل استهداف جنود الجيش الإسرائيلي في قرية عرب العرامشة الشهر الماضي، استخدم حزب الله عدة مقذوفات، وطائرات بدون طيار. 

اختبار الأسلحة الإيرانية

وتابعت الصحيفة: "يحاول حزب الله الآن معرفة مزيج الأسلحة الذي يمكن استخدامه ضد الدفاعات الإسرائيلية، هدف حزب الله هو أن يفعل ما فعله الحوثيون بين عامي 2015 و2020 في تنفيذ هجمات ضد السعودية، حيث كان الحوثيين بمثابة اختبار لإيران والأسلحة الإيرانية مثل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وكذلك الطائرات بدون طيار، فأصبح حزب الله الآن بمثابة اختبار، وهذا جزء من استراتيجية إيرانية أكبر في المنطقة لاختبار أسلحة ضد إسرائيل، والتي تزداد خطورة وفتكاً".