جانب من الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل (رويترز)
جانب من الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل (رويترز)
الأحد 9 يونيو 2024 / 17:47

هل تحتاج إسرائيل إلى "خطوط حمراء" مع حزب الله؟

طالب الكاتب "إيال زيسر" إسرائيل بالرد على هجمات الطائرات المسيّرة التابعة لتنظيم "حزب الله" اللبناني بنفس الطريقة، موضحاً أن التنظيم يستهدف المدنيين في المنطقة الحدودية، ومشدداً على ضرورة وضع خطوط حمراء بشأن اندلاع الحرب الشاملة.

وقال الكاتب الإسرائيلي في مقال بصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، تحت عنوان "توقفوا عن لعبة حزب الله"، إن النيران في الشمال لم تتوقف للحظة واحدة، وهي أشرس وأكثر فتكاً من أي وقت مضى، وفي مقابلها تكتفي القيادة السياسية والعسكرية بتصريحات وتهديدات عقيمة لم تؤخذ على محمل الجد، لا في إسرائيل ولا في لبنان، فكل مرة يتم الإعلان عن أن صبر تل أبيب قد نفد، ويتم التهديد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري.
ووفقاً للكاتب، تكتفي إسرائيل بالتصريحات الفارغة، التي لم توقف حزب الله عن مساره،. فبعد 7 أشهر من القتال الذي حصد مئات القتلى والجرحى، حدد التنظيم اللبناني نقطة ضعف في نظام دفاع الجيش الإسرائيلي، وزاد من شدة نيرانه التي تنهمر على إسرائيل، بل ووسع نطاق الصواريخ وهجمات طائراته المسيرة، موضحاً أن الضعف الذي تظهره القيادة الإسرائيلية يشجع حزب الله على الاستمرار.

 

 


موقف حزب الله

وأشار إلى أن قادة حزب الله بعد تلك الهجمات يوضحون أنهم غير معنيين بحرب شاملة مع إسرائيل، وعلق أنه بذلك يحقق هدفه، ولا يحتاج إلى تصعيد يحرمه من إنجازاته، كما أنه يظهر في صورة المدافع عن غزة، والوحيد الذي نجح في تهجير عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم، وأيضاً الجهة التي هاجمت باستمرار أهدافاً إسرائيلية على طول الحدود.


خوف إسرائيلي

ويرى الكاتب أن القيادة الإسرائيلية تخاف من حزب الله، وينتقل هذا الخوف إلى الجمهور بأكمله، مستطرداً: "لحسن الحظ، نحن لا نخاف من حزب الله فقط، بل هم يخافون منا أيضاً، وصحيح أن الردع الإسرائيلي يتآكل، في ظل عدم كفاءة الحكومة الإسرائيلية على الحدود الشمالية، وكذلك في غزة، لكن حزب الله لا يزال خائفاً من أنه في حال فرضت علينا حرب في الشمال،، فإن  قوته لن تقف في وجه جيش موحد ومعبأ، مما يجعل ما يحدث في غزة الآن يحدث في لبنان".

 

 


ثمن متزايد

ويقول زيسر، إن إسرائيل اختارت في الأسابيع الأولى من الحرب التركيز على الحدود الجنوبية، واتخاذ موقف دفاعي ضد حزب الله، لكن ما كان ممكناً ومرغوباً  في بداية الحرب، أصبح تدريجيا لا يطاق، وأصبحت حرب الاستنزاف في الشمال تفرض أثماناً متزايدة، كما أنها تنخر من القدرة الإسرائيلية على الردع.
وانطلاقاً من هنا، يرى الكاتب أن حرب الاستنزاف التي فرضها حزب الله على إسرائيل يجب أن تتوقف، ومن المهم التأكيد أن ذلك لا يعني بالضرورة حرباً شاملة، لأن إسرائيل لا تستغل الآن تفوقها العملياتي والاستخباراتي على التنظيم اللبناني، ولا تستغل خوفه تجاه الحرب الشاملة.

 

 


خطوط حمراء

وأوصى الكاتب بأن الأمر الذي يجب أن يحدث الآن هو البدء بالرد بقوة وحزم، ومن الممكن اتخاذ سلسلة من ردود الفعل سلفاً، من شأنها أن ترسم خطوطاً حمراء واضحة للتنظيم بشأن انزلاق المنطقة إلى الحرب، متسائلاً: "عندما يعترض حزب الله طائرة بدون طيار تابعة لسلاح الجو، فإننا نهاجم رداً على ذلك باستهداف عمق لبنان، لماذا لا نرد بهذه الطريقة في كل مرة يمس فيها حزب الله المستوطنات والمدنيين على الحدود الشمالية؟".