جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو (أرشيفية)
جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو (أرشيفية)
الأربعاء 12 يونيو 2024 / 13:50

هل تدخل واشنطن في مفاوضات مباشرة مع حماس؟

قال الكاتب الإسرائيلي، إيتان جلبوع، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت خائفة جداً من استقالة الوزير بيني غانتس وغادي آيزنكوت من الحكومة الإسرائيلية، لأنها كانت تنظر إليهما على أنهم يوازنان العناصر الأكثر تطرفاً في التحالف مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

 

وأضاف جلبوع، في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "السنوار يضحك من الخارج: حماس تنجح في خداع إسرائيل والولايات المتحدة"، أن إسرائيل قد تدفع ثمناً باهظاً لاستقالة غانتس، الحليف السياسي لنتانياهو، مشيراً إلى أن الزيارة الحالية التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل والمنطقة، تهدف إلى التحقق مما ينوي نتانياهو فعله بالضبط، بعد ترك غانتس منصبه في حكومة الطوارئ.

 

 


تغيرات محتملة في العلاقات

وتمكن رؤية علامات التغيرات المحتملة في العلاقة الأمريكية مع إسرائيل نتيجة رحيل غانتس في التحركات الدبلوماسية الصعبة، بما فيها زيارة بلينكن لإسرائيل والمنطقة، مضيفاً أن هناك احتمال أنه إذا توقفت مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، فإن الولايات المتحدة ستجري مفاوضات مباشرة مع حماس بشأن إطلاق سراح 5 مواطنين أمريكيين.
ورأى الكاتب أن بلينكن سيركز هذه المرة على ضرورة الضغط على حماس لقبول العرض الإسرائيلي الأخير للإفراج عن الرهائن، مشيراً إلى تصريحاته التي وجهها لزعماء المنطقة قائلاً: "إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار، فاضغطوا على حماس للموافقة". لذلك حماس هي العائق الوحيد أمام الصفقة، وفقاً لجلبوع.


مساعدة أمريكية في عملية "أرونون"

وأشار الكاتب إلى أن إدارة بايدن تعتقد أن الوسطاء لا يمارسون ضغوطاً كافية على حماس، كما قدرت الإدارة أن أي عملية عسكرية ناجحة لإطلاق سراح الرهائن من شأنها أن تضغط أيضاً على حماس لقبول المخطط الأمريكي الإسرائيلي، وبالتالي، على ما يبدو، ساعدت إسرائيل بمعلومات استخباراتية في عملية "أرنون" التي انتهت بتحرير 4 رهائن إسرائيليين.
وفي الوقت نفسه قدمت الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن مقترح قرار يدعو إلى إطلاق الرهائن  ووقف دائم لإطلاق النار، ووافق عليه مجلس الأمن بالإجماع تقريبا، بموافقة 14 عضواً وامتنع عضو واحد عن التصويت، وهو روسيا، ودعا النص الأصلي حماس إلى قبول الاقتراح، الذي على ما يبدو وافقت عليه إسرائيل.

 

 


إسفين حماس

وقال الكاتب إن إدارة بايدن ستفكر في إجراء محادثات منفصلة مع حماس لإطلاق سراح المواطنين الأمريكيين، ولكن بدلاً من زيادة الضغوط على حماس تقوم بتخفيفها، وفي الوقت نفسه يشير جلبوع إلى أن حماس تسعى إلى "دق إسفين" بين الولايات المتحدة  وإسرائيل، وأعطتها حكومة نتانياهو ورقة جيدة لتحقيق هذا الغرض، واصفاً هذه الخطوة الأمريكية المنفصلة بأنها "بمثابة خيانة لبقية الرهائن".
واختتم الكاتب مقاله: "تحاول الدبلوماسية الأمريكية ابتزاز نتانياهو، ليس دائما بطريقة ذكية، لكن من الواضح أن المفتاح كان ولا يزال في يد حماس، التي تنجح في خداع الجميع".