الجيش الروسي يسيطر على بلدة في خاركيف الأوكرانية (أ.ب)
الجيش الروسي يسيطر على بلدة في خاركيف الأوكرانية (أ.ب)
الخميس 27 يونيو 2024 / 12:46

كيف سترد روسيا على الهجوم الأوكراني بصواريخ أتاكمز؟

شنّت أوكرانيا هجوما طويل المدى على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في عام 2014، باستخدام صواريح "أتاكمز" التي زودتها بها الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل 5 مدنيين، بينهم 3 أطفال.

وتوعدت موسكو بالرد على هذا الهجوم ضد كل من أوكرانيا والولايات المتحدة. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن صاروخاً أوكرانيا من طراز "أتاكمز" انفجر فوق شاطئ أحد المنتجعات في مدينة سيفاستوبول، مما تسبب في مقتل 5 مدنيين وإصابة اكثر من 100 آخرين.

مركز عسكري روسي

وتعد مدينة سيفاستوبول، وهي عاصمة شبه جزيرة القرم، مركزاً عسكرياً مهماً للجيش الروسي وتعرضت للاستهداف بشكل متكرر من القوات الأوكرانية بهجمات جوية وبحرية.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دمتري بيسكوف للصحفيين "يجب أن تسألوا زملائي في أوروبا، وفي مقدمتهم، في واشنطن، المتحدثين الإعلاميين، لماذا تقتل حكوماتهم الأطفال الروس".

وقال المحلل السياسي والعسكري ستافروس أتلامازوغلو، وهو أحد المحاربين القدامى في الجيش اليوناني في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، إنه بعد شهور من الضربات طويلة المدى بالصواريخ والمسيرات ضد البنية التحتية الحيوية والمراكز الحضرية الأوكرانية، ومقتل وإصابة آلاف المدنيين، أصبحت أوكرانيا في حالة هجوم مضاد، باستخدام أنظمة الأسلحة والذخائر المقدمة من الغرب لضرب أهداف عسكرية روسية مهمة خلف خطوط المواجهة.

واعتبر أتلامازوغلو أن الهجوم الذي شنته أوكرانيا يوم الأحد الماضي، كان واحداً من هذه الهجمات حتى حدث خطأ ما.

أوكرانيا صاحبة القرار

وأشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن كييف مسؤولة عن عمليات الاستهداف الخاصة بالضربات بعيدة المدى وأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقدم مساعدات عسكرية للدولة المحاصرة لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان الروسي غير المبرر.

وأوضح أتلامازوغلو أن نظام "إم جي إم140- أتاكمز" (نظام الصواريخ التكتيكية للجيش) هو عبارة عن ذخيرة باليستية تكتيكية يتم إطلاقه من راجمة الصواريخ "أم 142 هيمارس" (نظام صاروخ مدفعي عالي الحركة) أو من راجمة الصواريخ "أم 270" (نظام الصواريخ متعدد الانطلاق ام إل آر أس).

ويبلغ مدى هذا النظام 200 ميل ويستخدم نظام تحديد المواقع العالمي للتحليق صوب الهدف بدقة. ويمتلك الجيش الأوكراني عدداً غير معروف من ذخائر "أتاكمز" كان يستخدمها ضد أهداف عسكرية عالية القيمة في أوكرانيا وخلف خطوط المواجهة.

ويرى الكاتب أتلامازوغلو، أن ما حدث في القرم كان دائماً في ذهن المسؤولين الأمريكيين، حيث أن الكرملين مستعد للتعلق بأي شيء لتشويه سمعة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والمساعدات العسكرية لأوكرانيا. وجاءت حقيقة أن الضربة الصاروخية أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين كدعاية سهلة للكرملين.

تردد البيت الأبيض

واعتبر أتلامازوغلو أن هذا الموقف كان أحد الأسباب الرئيسية التي كانت تجعل البيت الأبيض متردداً في إطلاق المساعدات العسكرية لكييف، إلا أن هذه هي الحقائق المؤسفة للحرب. الشيء المهم هو أن تكون لديك عملية استهداف مناسبة تأخذ في الاعتبار تجنب الخسائر بين المدنيين. وحتى الآن، كانت عملية الاستهداف الأوكرانية جيدة حيث لم يتم تسجيل سوى الحد الأدني من الإصابات غير المقصودة.

واختتم أتلامازوغلو تحليله بالقول إنه في نهاية المطاف، من المرجح ألا يسعى الكرملين إلى مزيد من التصعيد- مثل شن ضربة نووية تكتيكية في أوكرانيا بسبب الهجوم الذي شنته بصواريخ "أتاكمز".

ومن المرجح أن يكون المسؤولون الأمريكيون قد أبلغوا نظرائهم الأوكرانيين بالفعل بأنه يجب أن تكون هناك معلومات استخباراتية أفضل قبل شن ضربة طويل المدى باستخدام أنظمة أسلحة وذخائر مقدمة من البنتاغون. ولكن بخلاف ذلك، ستستمر الحياة كالمعتاد. ومع ذلك، ربما يدرج المسؤولون الروس هذه الضربة في "قائمة المظالم" لدعم مزيد من التصعيد في الوقت الذي يختارونه.