اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن إسرائيل تعيش عصرها الذهبي لأنها تتمتع بتعاون عسكري غير مسبوق مع الأمريكيين، ومكانة إقليمية تعززت بشكل كبير، إضافة إلى امتلاكها صناعات دفاعية متجددة، وإن تكن حذرت من أن ذلك فإن ذلك العصر "قد ينتهي".

وكتب الضابط الإسرائيلي السابق ومحرر الشؤون العسكرية في "معاريف"، تال ليف رام أن العامين الماضيين شهدا توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية التاريخية، واندلاع الحرب في أوكرانيا، يدرك العديد من دول العالم أن النظام العالمي الجديد يتشكل ويتطلب قوة عسكرية وقدرة ردع، وتعزيز التحالفات والتعاون، وكل ذلك يشكل فرصة استراتيجية وسياسية واقتصادية استثنائية لإسرائيل على جميع المستويات.

الأصول الرئيسية لإسرائيل
ووفقاً للصحيفة، يعتبر نظام الدفاع والصناعات الدفاعية والعلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة ، الأصول الرئيسية لإسرائيل، وكذلك ما يتعلق بالمجال الدبلوماسي والعلاقات الخارجية، لافتة إلى أن الحرب الأخيرة التي اندلعت في أوروبا تعمل على تغيير العالم، وتجعل البلدان تدرك أنه في أوقات الطوارئ عليها أن تعتمد على نفسها عن طريق زيادة الميزانية الدفاعية بشكل كبير، وتابعت "على سبيل المثال، القوى الاقتصادية مثل ألمانيا واليابان في طور تسليح نفسها، وهو أمر غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية".
September 10, 2022

نقطة ضعف إسرائيلية
وترى المؤسسة الأمنية في إسرائيل أن هذا الاتجاه العالمي فرصة لا ينبغي تفويتها من أجل تعزيز مكانة إسرائيل في العالم، مما يؤثر جزئياً على الحملة التي يتم شنها ضد إيران.

ومع ذلك، حذرت "معاريف" من أن التدهور في الساحة الفلسطينية وموقف العالم من خطوات الحكومة الجديدة وقراراتها بخصوص الضفة الغربية تعتبر نقطة ضعف يمكن أن تخرب التوجهات الإيجابية.

قدرات عسكرية
وأضافت الصحيفة أن العامين الماضيين كانا رائعين بالنسبة للدبلوماسية العسكرية والأمنية في إسرائيل، حيث ارتفع حجم التجارة في الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي والتكنولوجيا والقدرات الاستخباراتية بشكل كبير، وتابعت "إذا كان الرقم القياسي في ملخص عام 2021 هو 11 مليار دولار، مقارنة بـ8.5 مليار في العام السابق، فمن المتوقع أن يشير ملخص 2022، الذي سيُنشر قريبًا إلى زيادة كبيرة أخرى بسبب التغيير في بنية الأمن العالمية".

جرس إنذار
ولفتت الصحيفة إلى أن الحرب في أوروبا بمثابة جرس إنذار للعديد من البلدان في العالم التي أهملت قدراتها العسكرية لسنوات عديدة. وفي سياق هذا التطور العالمي، تجد إسرائيل نفسها لاعباً عالمياً مطلوباً، يعمل في أماكن مختلفة كمقاول من الباطن للأمريكيين،  بموجب المصالح المشتركة.

ويقول المحامي واللواء احتياط، آفي كالو، الذي خدم في استخبارات الجيش الإسرائيلي ويدير حالياً الاستشارات الأمنية في الشرق الأوسط لشركة الاستشارات الاستراتيجية الدولية "فروست آند سوليفان"، إن "الصناعات الدفاعية الإسرائيلية تشهد زخماً غير مسبوق، وهذا يتجلى على عدة مستويات".

وأشار إلى أن الطلب يتزايد على الصناعات في إسرائيل في العديد من المجالات بسبب الحرب في أوكرانيا والتصعيد المحتمل ضد الصين، وذلك في ظل الأسلحة المتقدمة وأنظمة الدفاع الجوي، والتقنيات والذكاء الاصطناعي وغيره.